طوابير طويلة أمام المخابز

أسباب عديدة تعيد أزمة الخبز إلى الواجهة

سعاد بوعبوش

تعرف المخابز بالجزائر العاصمة، منذ اليومين الأخيرين، نقصا حادا في مادة الخبز، وذلك بسبب نقص في المادة الأولية المتمثلة في الفرينة على مستوى بعض المطاحن وكذا تجار الجملة، ما جعل الكثير من المخابز تدخل في عطلة اضطرارية، وتبدأ رحلة المواطن في البحث عن الخبز وتكرر مشاهد الطوابير الطويلة في حال توفره والاقتناء المبالغ وارتفاع الأسعار في السوق الموازية.

تعود أزمة الخبز في كل مرة لتطرح أسئلة عديدة حول إمكانية وجدية تنظيم هذه المهنة، رغم المقترحات المقدمة من طرف التنظيمات الممثلة لمهنيي هذا المجال إلى وزارة التجارة، التي وعدت بإنهاء الفوضى ومعالجة كل الاختلالات التي يعرفها نشاط المخابز، فيما تباينت أسباب الأزمة الحالية بين ندرة مادة الفرينة والفوترة ورفع الدعم عن الكمية الموجهة لغير الخبازين.
في هذا السياق، أوضح يوسف قلفاط، رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين، في تصريح لـ “الشعب”، أن مادة الفرينة متوفرة على مستوى مطاحن الوطن ونقاط البيع الأخرى وتوزع بصفة جد عادية، لكن الأشكال المطروح هو عدم قبول الخباز التوجه إلى المطاحن والتعامل بالفوترة لتعوّدهم على اقتنائها من بائع الجملة.
في حين أوقفت المطاحن - بحسبه- توريد مادة الفرينة المخصصة للمخابز ابتداء من أكياس 50 كيلوغراما عن بائع الجملة بيعها على مستواها بسعر مدعم، فيما يورد إلى تجار الجملة أكياس 25، 10، و1 كيلوغرام من إجل بيعها لتجار التجزئة، وبالتالي رفع الدعم عنها وبيعها بالسعر الحقيقي، داعيا الخبازين إلى التوجه نحو المطاحن للتزود بمادة الفرينة التي يحتاجونها وبالسعر المدعم أي ألفي دج للقنطار.
وأشار المتحدث، إلى أن الكثير من الخبازين يفضلون التعامل مع بائعي الجملة، لإمكانية التعامل عن طريق “الكريدي”، في حين أن المطحنة تتعامل بالفاتورة التي تخضع للضريبة وهو ما لا يخدم الخباز الذي لا يحقق هامش ربح كبيرا، خاصة وأن سعر الخبز محدد بموجب القانون، بالإضافة إلى أنها تعتمد على الدفع المسبق قبل توفير الكمية المطلوبة من الفرينة وهو أمر في كثير من الأحيان لا يتماشى مع الوضع المالي للخبز الذي يمكن أن يجد نفسه في ضائقة مالية لسبب من الأسباب تحول دون توفير المبلغ المطلوب.
في هذا السياق قدّم رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين مقترحا في شكل مطلب -على حد قوله - والمتمثل في تحرير أسعار الخبز وبيعه بالسعر الحقيقي حسب كلفة صنعه، لرفع هامش الربح لتغطية تكاليف المحسن الغذائي والغاز والكهرباء كبيرة والمحافظة على ديمومة نشاط المخابز الآخذة في الزوال، حيث تجاوزت 4 آلاف مخبزة أغلقت بسبب التكاليف الكبيرة.
في المقابل، أكد عامر عمر، رئيس اللجنة الوطنية للخبازين، في تصريح لـ “الشعب”، وجود ندرة في مادة الفرينة، ما جعل الكثير من المخابز يدخلون في عطل اضطرارية، بسبب عدم توفر الفرينة حتى مستوى المطاحن، سيما الخاصة منها، حيث أكد أن مسؤولي هذه الأخيرة يجهلون حتى أسباب هذا الإشكال ما يطرح - بحسبه- العديد من التساؤلات، مشيرا إلى أنه حتى في حال وفرتها تلجأ الكثير من المطاحن إلى تقسيم الكمية المباعة من أجل تغطية الطلبات لضمان عدم توقف نشاط المخابز.وأوضح رئيس لجنة الخبازين، أنه منذ بدية بوادر أزمة الخبز في الأسبوع الأول شهر جويلية، تم التحدث مع الوزارة الوصية من أجل اتخاذ إجراءات استباقية قبل حدوث الأزمة، في حين أكدت وجود فائض من المادة، غير أن الواقع يثبت العكس.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024