خلال تكريمه بمركز الصحافة ''المجاهد''

معزوزي يحمّل الجيل الصاعد أمانة الحفاظ على الوطن

آسيا مني

شهد، أمس، مركز (المجاهد)، تكريم المجاهد محمد سعيد معزوزي، وسط حضور قوي للأسرة الثورية من أصدقاء البطل وبعض ممن عرفوه، والذين تطرقوا بالمناسبة إلى أهم المحطات التي عاشها بطل الجزائر ابان الثورة التحريرية التي جعلت منه رمزا وقدوة لكل من عرفه.

ثمن المجاهد محمد سعيد معزوزي، المبادرة التي قامت بها يومية (المجاهد)، التي دأبت على تكريم في كل مناسبة تاريخية رمز من رموز الثورة التحريرية، التي صنعت تاريخ الجزائر، وقال في هذا الشأن «إنها مبادرة طيبة تستحق الشكر عليها لأنها تحاول ربط التاريخ وصناعه بالجيل الصاعد»..
وفي هذا المقام، بعث محمد معزوزي بوصية إلى الآباء بضرورة تلقين أبنائهم تاريخ الجزائر الثوري، وغرس فيه الروح الوطنية، محملا إياهم أمانة الحفاظ على الوطن وحمايته وصون كرامته، وقال «إن تكريم معزوزي هو بمثابة تكريم لكل من صنع الثورة والوطن»..
افتتح حفل تكريم البطل المجاهد سعيد معزوزي، بالتعريف بالرجل وخصاله الحميدة النابعة من عمق الثورة، حيث تم في هذا الإطار التذكير بأهم محطات الرجل وذلك لتعريف الجيل الجديد بأحد صناع الثورة المجيدة الذين أعادوا للجزائر حريتها.
شهادات قدمت من طرف كل من رئيسي الحكومة السابقين، بلعيد عبد السلام، ورضا مالك وكل من المجاهد لمين خان، لشعا، محمد عباس، أشادوا فيها بمسار معزوزي ودوره المهم الذي لعبه أثناء تواجده بالسجن مع زملائه من الثوار، من خلال إشرافه على تثبيت الروح الوطنية لدى السجناء وترسيخ لديهم حب الوطن وضرورة مواصلة الكفاح في حال خروجهم، إيمانا منه بالقضية الوطنية ونضاله من أجلها.
وفي هذا المقام، أكد المجاهد ورئيس الحكومة الأسبق، بلعيد عبد السلام، وأحد رفقاء المجاهد ممن جمعهم سجن الحراش، بأن معزوزي من الرجال الذين عاهدوا على التضحية في سبيل الجزائر وطنا وشعبا، وما يزال على العهد ولم يبدل موقفه وهو يقطع عامه الـ٨٨، حيث قضي جل عمره مناضلا في سبيل قضية التحرر الوطني وما بقي منها في خدمة الجزائر المستقلة، مذكرا بمقولة قالها أحد زملائه بسجن عندما كان خارجا «واش يا سي السعيد وأنت وقتاه تخرج من السجن».. أجابه سعيد معزوزي قائلا «يوم استقلالي من السجن سيصادف يوم استقلال الجزائر». وهو ما حدث، حيث بقي المجاهد في السجن إلى غاية استقلال البلاد، أين تم إطلاق سراحه.
وهنا يذكر المجاهد لشعا، «لقد مكث المجاهد ١٧ سنة في سجن الحراش الذي حوله إلى مدرسة للثوار، حيث كان يلقنهم دروسا لمواصلة الكفاح والجهاد في سبيل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، ليساهم وبفضل المعنويات الكبيرة التي كان يتحلى بها الرجل بإخراج رجال تقلدوا مناصب كبيرة في تسيير شؤون الوطن».
وقال المجاهد ورئيس الحكومة الأسبق، رضا مالك، وهو يذكر بهذه الشخصية الوطنية الفذة، نحن اليوم نقف أمام هرم من أهرامات الثورة، ورمزا من رموزها، مشيرا إلى أنه لا يمكن اختصار مسيرة جبل من جبال الثورة مثل محمد معزوزي في ندوة تكريمية، غير أن الهدف منها ـ يقول ـ هو تذكير الجيل الصاعد بالشخصيات التي صنعت مجد الجزائر، انطلاقا من فكرة أن الشعب الذي لا يكرم ولا يقف وقفة إجلال مع رموزه لا يعترف بتاريخ بلده.
وأوضح يقول إن معزوزي من بين الرجال الذين أعادوا للجزائر هويتها الحضارية، بفضل تضحيات شعبها الذين فضلوا الجهاد والتضحية بأنفسهم، وهو المنطلق الذي سار عليه معزوزي، حيث فضل  قضاء زهرة شبابه في السجن بدلا من حياة الرفاه التي كان ينعم بها باعتباره ينحدر من عائلة ثرية.
أما المجاهد لمين خان، فلم يجد ما يقوله أمام عظمة الرجل فاكتفى يقول «هو إنسان نظيف»..

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19654

العدد 19654

الأحد 22 ديسمبر 2024
العدد 19653

العدد 19653

السبت 21 ديسمبر 2024
العدد 19652

العدد 19652

الخميس 19 ديسمبر 2024
العدد 19651

العدد 19651

الأربعاء 18 ديسمبر 2024