يعتبر اتفاق الجزائر الجامع للحركات الثلاث للأزواد المالية الذي أكدت فيه كل من الحركة العربية للأزواد والتنسيقية من أجل شعب الأزواد وتنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة احترامها الدائم والتام للوحدة الترابية لدولة مالي ..بالغ الأهمية كونه يرافع من أجل حل سلمي للمشاكل بشمال مالي دون السماح لأي انزلاق وانفلات أن يكون له أثره الكبير على استقرار مالي مثلما تحرص عليه الجزائر ويؤكد عليه المحلل السياسي الدكتور مناس مصباح ل«الشعب”.
أضاف الدكتور مناس مصباح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر أن اتفاق الجزائر يدخل في إطار المساعي التي توليها بلادنا إلى هذا الملف ومتابعتها لما يحدث في هذا البلد المجاور الذي له قواسم مشتركة.
وعقب المشاورات التي تجسدت بالأرضية لدفع الفرقاء الماليين لتعزيز ديناميكية السلم الجارية في البلد أكد الدكتور بأن مساعي الجزائر من خلال التحرك الدبلوماسي والمشاورات التي يحرص عليها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ويتابع تجسيدها وزير الخارجية رمطان لعمامرة ، تصب كلها في الموقف الجزائري ،الأكثر واقعية في ما يتعلق بقضية مالي.
وواصل الدكتور مناس قراءته للوضع الجيو سياسي قائلا:« أنا أعرف أن الموقف الجزائري يسير دوما في اتجاه الحل السلمي وعدم اللجوء إلى الخيار العسكري الذي أثبت فشله في الكثير من القضايا التي مازالت عالقة إلى اليوم وهنا تثبت من جديد صحة المقاربة الجزائرية والذهاب إلى الخيار السلمي والحوار وهو الموقف الذي تسانده كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وفي اعتقادي فإن زيارة فابيوس إلى الجزائر مؤخرا تصب في هذا الاتجاه الذي تدعمه باريس من خلال الدفع بالمشاورات التي تدعمها الجزائر وتزكيتها وهو سبق جزائري بامتياز.”
عن الموقف الجزائري الثابت تجاه مالي ودول الجوار قال الدكتور مناس:« اهتمام الجزائر بمالي والحرص على وحدته ليس وليد اليوم . هو ينبع من المبدأ الثابت في السياسة الخارجية للجزائر، المرتكزة على حسن الجوار ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الإخوة الفرقاء خاصة بين المركز والشمال وهذه الخطوة هي مهمة للحوار طبعا في اعتقادي بمساعدة جزائرية” .
وعن العودة إلى المقاربة الجزائرية وقوتها أجاب الدكتور مناس “ أن تبني الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا
للخيار الجزائري يستند إلى قوته لأنه يصب في اللجوء إلى الحل السلمي لا للخيار العسكري الذي أثبت فشله”، وأضاف أن الجزائر قدمت كل الجهود لترقية السلم وتقريب وجهات النظر وتقريب مواقف التفاوض لحركات شمال مالي”
وحول موقف الحكومة المالية من الاتفاق، أجاب الدكتور مناس :« أن موقفها هو موقف مساند ومدعم للقاء الجزائر لأنه حوار جاد بين المركز والشمال وهناك نقاط تقاطع يمكن الالتقاء حولها لتحقيق الإنجازات وجلب الاستقرار لدولة مالي وهذه بداية جيدة ، لا يجب أن نكون متشائمين لأن هذه الخطوة هي خطوة جبارة يجب الإشادة بها لأن الإعلان عن اتفاق الجزائر الذي جمع الحركات الثلاث من شمال مالي يعزز التهدئة والحوار الشامل بين الماليين وهذه خطوة أيضا تحسب لبلادنا “.
الدكتور مناس أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية لـ (الشعب):
المقاربة الجزائرية لحل أزمة مالي تحظى بالتأييد الدولي
نورالدين لعراجي
شوهد:287 مرة