وصف وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي، لوران فابيوس، زيارته الرسمية إلى الجزائر بالايجابية جدا، معبرا عن ارتياحه العميق للدفعة النوعية التي يعرفها حاليا مسار الشراكة الاستثنائية التي تربط البلدين، والتي تترجم اليوم بالنجاح الكبير الذي تشهده العلاقات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية بينهما.
وكشف فابيوس، خلال الندوة الصحفية التي نشطها، أمس، في ختام زيارته بالتنسيق مع نظيره الجزائري رمطان لعمارة، بالقاعة الشرفية بالمطار الدولي هواري بومدين، أن من النتائج الإيجابية التي أسفرت عنها زيارته الرسمية للجزائر، تقليص مدة مواعيد الاجتماعات الرسمية بين الممثلين الرسمين للحكومتين من سنتين لسنة واحدة، حيث من المنتظر أن يزور الوزير الأول الجزائري، عبد المالك سلال، فرنسا في جانفي 2015.وسيتم ـ أضاف الوزير الفرنسي ـ التحضير لهذه الزيارة في شهر نوفمبر القادم من خلال زيارة وزارية رسمية يقودها هو شخصيا إلى الجزائر.
وأوضح الوزير الفرنسي، أن المحادثات التي جرت على أكثر من صعيد التي خاضها والوفد الهام الذي يرافقه مع الجانب الجزائري، كشفت عن تقارب كبير وتطابق في وجهات النظر والتحليلات بين البلدين حول أكبر القضايا الراهنة في العالم وفي منطقة الساحل ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.
وأكد في ذات السياق، أن هذا التقارب خص ملف المالي إذ تزامن واجتماع الأطراف المالية بالجزائر وسعيهم لإيجاد مخرج سلمي ومالي ـ مالي للأزمة واستتباب الحوار، تحت وساطة حكيمة ودبلوماسية للحكومة الجزائرية .وعبر فابيوس عن الاهتمام المشترك الذي توليه حكومة البلدين لقضايا الساعة، وخاصة القضايا الإقليمية مثل ما يجري بليبيا إلى جانب الأمن ومكافحة الإرهاب.
وإن يعرف التعاون السياسي بين البلدين مسارا ايجابيا، فقد جعلت الشراكة الاقتصادية، أضاف فابيوس، من فرنسا المتعامل رقم واحد للجزائر، إذ تتسع وتتفرع اليوم لعدة مجالات منها النقل وصناعة الأدوية والصناعة الثقيلة، كما تطرقت الزيارة إلى دراسة سبل توسيع الشراكة إلى مجالات السياحة والصناعات التقليدية والصناعة الغذائية ناهيك عن الطاقة والمناجم.
هذا ومن المقرر أن يسلم مصنع “رونو الجزائر” أول سياراته المنتجة محليا في شهر نوفمبر من هذه السنة، في حين تطمح فرنسا في أن تكون شريكا قويا للجزائر على أساس تعاون ناجح –ناجح يعتمد على نقل المعرفة وتبادل الخبرات والاهتمام بالدخول لأسواق أخرى.
وأضاف فابيوس أن فرنسا تعول كثيرا على الجزائر بحكم مكانتها بين الدول خلال احتضانها القريب للندوة الدولية حول أخطار الغازات الناجمة عن الاحتباس الحراري.
