. سابقة هزت المستشفى الجامعي بقسنطينة

اختطاف رضيع يثير الحيرة والتساؤل

قسنطينة: مفيدة طريفي

يعرف المستشفى الجامعي «ابن باديس» بولاية قسنطينة، منذ قرابة الأسبوع، حالة استنفار قصوى نتيجة اختفاء طفل حديث الولادة والذي يبلغ من العمر أسبوعا واحدا من داخل قسم النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي، بعدما تم إعادته لقسم الولادة بسبب إصابته بوعكة صحية بعد أسبوع من ولادته، إلا أنه تعرض للاختطاف من طرف جهات غامضة وبطريقة محكمة لم يتفطن لها لا العمال ولا الطاقم الطبي.
 هذه الحادثة التي اهتزت لها المدينة  طرحت عدة تساؤلات على المستوى الأمني وكذا الاجتماعي جعلت من الموضوع حديث الساعة وخلقت بلبلة حول كيفية خطف الرضيع وكذا الأطراف المتورطة والمتفاعلة في العملية التي خططت لهذه الحادثة غير المسبوقة  بالمستشفى الجامعي ابن باديس رغم الإجراءات الأمنية المستحدثة بالهيكل الصحي الجاري توسيعه بعديد أقسامه الطبية.
المستشفى الجامعي الذي تراجعت به الخدمة العمومية، وكذا التكفل والتشخيص الصحي نتيجة لامبالاة وإهمال العديد من الجهات المعنية التي كانت سببا جليا في العديد من الحوادث والتي أبشعها اختفاء الرضيع ليث كاوة  بداية الأسبوع المنصرم أين باشرت مصالح الأمن تحقيقات حثيثة  لمعرفة ملابسات القضية.
«الشعب» تنقلت إلى بيت عائلة الطفل المخطوف والمختفي منذ قرابة الأسبوع وقد وجدتها تعيش على أعصابها منذ شيوع خبر اختطافه خاصة والدته البالغة من العمر 26 سنة والتي صرّحت لنا على أنها كانت فرحة جدا بقدوم هذا الطفل على اعتبار أنه الذكر الأول بعد أنثيين، لكنها كانت مضطرة إلى إعادته ثانية إلى المستشفى بعدما تبين أنه مصاب بمرض التهاب الكبد الوبائي أو ما يعرف « بالصفاير»، وهناك تحوّلت فرحتها إلى كابوس تعيشه في كل لحظات غياب فلذة كبدها بسبب إقدام عديمي الضمير الإنساني على اختطاف رضيعها من بين يديها والتوجّه به إلى مصير مجهول.
 وفي السياق، أشارت مصادر عليمة من داخل المستشفى الجامعي «ابن باديس»، أنّ عملية اختطافه تمّت في فترة تغيير فريق المناوبة الخاص بالأطباء والقابلات، حيث تمّت ملاحظة رجلين كانا يبدوان غريبي الأطوار وعلامات التوتر بادية عليهما ما يرجح فرضية ضلوعهما في اقتراف الجريمة حسب شهود عيان، وتفيد المعلومات أنّ الرضيع يكون قد لفّ في بعض الأغطية التي وجّهت للتنظيف وبذلك كان أمر اكتشافه مستحيلا، وفي انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الأمنية الحثيثة التي انطلقت بدءا من مصلحة أمراض النساء والتوليد فقد قالت مصادر طبية  إنّ والدة الرضيع توجد حاليا في وضعية صحية ونفسية متدهورة جدا بسبب وقع الفاجعة التي أحرقت كبدها بعد اختفاء رضيعها في لمح البصر.
وباختطاف هذا المولود، تعود إلى الأذهان حادثة اختطاف الرضيع بلخامسة عبد المؤمن من مستشفى «ابن رشد» بعنابة، ساعات قليلة فقط بعد ولادته، وهي الجريمة التي نفذّتها امرأة بعدما تنكّرت في زي ممرضة وتسلّلت إلى قاعة الولادة وطلبت تسليمها المولود لإجراء التلقيح لتختفي بعدها عن الأنظار، حيث ما يزال مصير الرضيع مجهولا حتى هذه اللحظات، فيما تتحفّظ مصالح الأمن عن الإدلاء بأية تصريحات حفاظا على مجريات التحقيق في هذه القضية التي هزّت مستشفى ابن رشد.
سلسلة اختطاف الرضع من أحضان أمهاتهم بعدما تجرّد منفذوها من كلّ معاني الإنسانية، اهتز لحدوثها سكان الولاية، ونظموا وقفات احتجاجية، تنديدا باستمرار مثل هذه الجرائم التي لا تنفك  تتفاقم بولاية تعتبر عاصمة للشرق الجزائري ووجهة صحية لـ17 ولاية شرقية، وهو مايؤكده الأطباء والمختصون بقسم التوليد من أن الضغط يولد الانفجار، وأن نسبة النساء الحوامل أعلى من إمكانيات القسم الذي أضحى لا يستوعب العدد والتوافد الهائل من مختلف الولايات المجاورة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024