استذكرت، الخميس، الأسرة الثورية والسلطات المحلية والولائية لولاية بومرداس، الذكرى 69 لمجازر 8 ماي 1945 الأليمة، التي اقترفها المستعمر الفرنسي في حق آلاف المواطنين العزل، الذين خرجوا للاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية، ووقوفا عند وعود فرنسا بمنح الاستقلال والحرية للشعب الجزائري بعد انتهاء الحرب. لكن النتيجة كانت مأسوية بعد أن داست الآلة الاستعمارية أرواح أكثر من 45 ألف شهيد.
وقفت الأسرة الثورة وجمع من المواطنين دقيقة صمت ولحظة استذكار لأرواح شهداء الثامن ماي 1945 بالمعلم التذكاري الذي يتوسط المدينة. نفس المراسم أيضا، شهدتها بلديات الولاية، وقد تم بالمناسبة إلقاء كلمة من طرف مدير المجاهدين بالولاية، حول دلالة هذا اليوم التاريخي العظيم في مسار الحركة الوطنية الجزائرية، الذي كان بمثابة محطة مفصلية زادت من قناعة زعماء الحركة الوطنية أن النضال السياسي السلمي قد وصل إلى طريق مسدود ولا بديل عن الكفاح المسلح لاسترداد الحقوق المهضومة، وبالتالي مهدت لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية الكبرى التي استطاعت «تركيع» فرنسا وتحقيق الاستقلال المنشود بعد 132 سنة من القهر والظلم الاستعماري.
وعلى الرغم من أهمية هذا اليوم العظيم في تاريخ النضال السياسي الجزائري، إلا أن بومرداس قد غابت عنها هذه السنة تلك الحركية المعهودة أثناء إحياء كل مناسبة وطنية أو تاريخية، حيث غابت جامعة بومرداس عن الموعد مثلما عهدناها دائما بتنظيم ندوات تاريخية ومحاضرات من تنشيط مؤرخين ومجاهدين ممن عايشوا الأحداث، ونفس الأمر بالنسبة للمؤسسات التعليمية التي نظم بعضها نشاطات فكرية محتشمة لا ترقى إلى عظمة الحدث، في حين خيم أمس الأول هدوء تام بدار الثقافة رشيد ميموني التي بدت خالية على عروشها، فلا معرض للصور أو الكتاب، ولا مداخلة رمزية عن طبيعة الحدث، وكلها تساؤلات تبقى مطروحة حول دور ومسؤولية مديرية المجاهدين الغائبة تماما، خاصة في ظل افتقار الولاية لمراكز متخصصة في الدراسات التاريخية، أقلها متحف ولائي، بإمكانها المساهمة في حفظ جزء من تاريخ الأمة وذاكرتها الجماعية المهددة بالاندثار، بسبب تبعثر هذه المسؤولية الجسيمة بين عدة أطراف، بعضها غير واعٍ تماما بدوره التاريخي في إعادة لملمة هذا الجزء الضائع، والبعض الآخر يفضل الحضور الرمزي والوقفات الشكلية.
الأسرة الثورية ببومرداس تتذكر المجازر
وقفة رمزية وغياب شبه تام للنشاطات
بومرداس: ز/كمال
شوهد:200 مرة