في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى مجازر الثامن ماي 1945، سطرت مصالح الشرطة بسطيف برنامجا ثريا يشمل عدة أنشطة، منها محاضرة بدار الثقافة «هواري بومدين»، حضرها قرابة 500 شرطي وشرطية وطلبة معاهد ومدارس، وذلك بحضور إطارات من جامعة سطيف2 وجمع من ممثلي المجتمع المدني والأسرة الإعلامية.
المحاضرة ألقاها البروفيسور دحو فغرو، عميد كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية بجامعة السانية وهران، رفقة ثلة من الدكاترة والإطارات بجامعة سطيف2.
مصالح الشرطة بسطيف برمجت أيضا أمسيات تاريخية وندوات ودورات رياضية في كرة القدم وأبوابا مفتوحة على مقرات الشرطة، استعرضت صورا ووثائق تاريخية تعكس بشاعة تلك المجازر وشجاعة الجزائريين الذين كانوا مسالمين، وينادون بالحرية، لكن المستعمر قابلهم بهمجية لا توصف، كل تلك الأنشطة عممت عبر مصالح أمن الدوائر الثمانية عشرة.
مدرسـة الشرطة بسطيف خلدت هي الأخرى المناسبة التي أصبحت بالنسبة لها تقليدا راسخا، من خلال برنامج احتفالي ثري الهدف الأساسي منه دوما استشعار هذه المحطة التاريخية، سواء في نفوس الطلبة المتمدرسين أو المستخدمين الآخرين. البداية كانت بزيارة ميدانية لمتحف المجاهد، قام بها الطلبة المتربصون البالغ عددهم قرابة 180 متربص، عاينوا خلالها بعض الحقائق والمعطيات التي تعكس بشاعة الاستعمار المستبد، وتلقوا شروحات من مدير المتحف شخصيا الذي حرص على تلقينهم كل المفاهيم والحقائق حول المقاومة والمظاهرات السلمية التي قابلها المستعمر الغاشم بأبشع الطرق والوسائل، مشكلة المنعرج الحاسم في الثورة التحريرية المظفرة، وقد ساهم كل ذلك في غرس روح الوطنية وحب الانتساب لهذا الجهاز الذي رفع أفراده مشعل الشهداء والمجاهدين.
المحطة الثانية، كانت مقر معتقل «قصر الطير» بضواحي عين ولمان، جنوب سطيف، والذي كان يستعمله المستعمر الغاشم لتعذيب المجاهدين، حيث كانت للطلبة المتربصين أيضا وقفة ثانية وفق معطيات ملموسة تعكس بشاعة المستعمر المستبد. لتشهد ذات المدرسة أيضا وعلى مدار أسبوع كامل، دورة رياضية وفكرية شملت كرة الطائرة، الكرة الحديدية ومسابقة في الشطرنج. واختتمت الاحتفاليات، بتنظيم ندوة تاريخية نشطها ثلاثة مجاهدين من المنطقة، شاركوا إطارات الشرطة على رأسهم مدير المدرسة في وضع إكليل من الزهور والترحم على أرواح من سقطوا في ساحة الشرف.
برنامج ثري سطره أمن سطيف
الوثائق التاريخية تكشف بشاعة التعذيب الفرنسي
سطيف: نورالدين بوطغان
شوهد:286 مرة