تواصل جمعية العلماء المسلمين عملها التنويري والتحسيسي، بعيدا عن الأضواء، في مهمة بدأها الإمام الراحل عبد الحميد بن باديس في 1931 تحت نير الاستعمار، حيث قرر تأسيس جمعية العلماء المسلمين في ظروف جد صعبة من أجل محاربة الطرقية والخرافات التي انتشرت في ذلك الوقت بعد أن أيقن الرجل أن الجهل والابتعاد عن العقل أخطر بكثير من الاستعمار الفرنسي.
وشرع الشيخ بن باديس في أعماله الخيرية والتنويرية، حتى أحرجت الاستعمار الفرنسي، الذي حاول التأثير عليه من خلال الحديث إلى أبيه لكبح رغبته في محاربة الاستعمار بالعلم ومحاربة الأمية.
وما زاد في خوف الاستعمار هو الشعبية الكبيرة التي كان يكتسبها والجماهير الغفيرة التي كانت تحضر نشاطاته وهو ما عرف بالجمعية التي اكتسحت الكثير من المناطق في وقت قصير وجلبت إليها الكثير من المناضلين والمتعاطفين.
وساندت جمعية العلماء المسلمين الكفاح المسلح ودعت إلى الانخراط بقوة ضد الاستعمار الفرنسي، ولعبت دورا كبيرا أثناء الثورة التحريرية وبعد الاستقلال أكملت عملها المتمثل في محاربة الأمية وزرع قيم العلم بعد أن انتشرت عبر كامل التراب الوطني وأصبحت لها شعبا في كل مكان.
وما ساهم في شعبية الجمعية هو ابتعادها عن التحزب ورفض جميع محاولات استمالتها لخدمة أغراض انتخابية أو مساندة مترشح ما، وبالرغم من الصعوبات المالية وعدم استفادتها من مقر وإمكانيات تعكس مكانتها ودورها إلا أنها صمدت في كل التحولات التي مرت بها لتبقى دربا منيرا لكل الجزائريين الذين يريدون مشعل الحرية وخدمة المصلحة العليا.
وبقيت الجمعية وفية لجريدة البصائر التي تصدرها من أجل تشجيع الروحيات والتحلي بقيم الدين الإسلامي.
الذكرى الـ83 لتأسيس جمعية العلماء المسلمين
حاربت الطرقية وتعمل بعيدا عن الأضواء
حكيم بوغرارة
شوهد:285 مرة