أكد المؤرخ محمد لحسن زغيدي، أمس، أمام إطارات الأمن الوطني، أن جمعية العلماء المسلمين أعطت لهذا الوطن الكثير وجاءت كلبنة وجدار حامي لهذا الوطن، سواء بإعادة بعث الدين الإسلامي أو عبر الكشافة الإسلامية من خلال بعث البعد الوطني، وتقديم أول الشهداء، أو من خلال جريدة «البصائر»، أو في تكوين المحافظين السياسيين والكوادر الأولى المرسلة إلى الزيتونة والأزهر، فلا يمكن إيفاؤها حقها مهما تمّ الغوص في مواقع عملها ومسارها النضالي، لأنها كرّست الوطنية الكاملة وحاربت لأجلها.
وأوضح زغيدي، في منتدى الأمن الوطني بالمدرسة العليا للشرطة «علي يونسي»، لدى تنشيطه ندوة حول «دور جمعية العلماء المسلمين في نشر الوعي»، بمناسبة إحياء يوم العلم، أن ظهور الجمعية إلى الوجود يوم 5 ماي 1931 قبل 40 يوما من نهاية مئوية الاستعمار، كرد مباشر على الشعارات الثلاثة الفرنسية المتمثلة في الجنسية، وفرنسة اللسان الجزائري، وتمسيح الشعب، من خلال تحويل المساجد إلى كنائس.
وبحسب ذات المتحدث، أدركت جمعية العلماء المسلمين أن الوصول بالإنسان الذي يحرر الوطن، لابد عليها من أن تبلغ بالإنسان أولا لأن يتحرر عقلا ويدرك الحريات والمواطنة والوطنية من خلال التركيز على القلم وتعليم النشء كهدف أساسي عبر برامج محددة حتى يكون قوة ضاربة لتحقيق الآمال، وبالفعل كان الجيل المفجر للثورة التحريرية المولود ما بين 1917 - 1930 من أهم نتاجها.
وأكد زغيدي، أن الجمعية عملت على التفاعل مع المواطن الجزائري، لاسيما على مستوى الأرياف والقرى، بترسيخ روح المواطنة فيهم من خلال التركيز على محو الأمية، حيث كونت جيلا يتقن أبجديات التعليم بحلول 1954، وتحولت إلى مدرسة للاعتزاز بالوطنية وجمعت أبناء الجزائريين في الأرياف حول القرآن الكريم ودلالاته من الوطنية والمواطنة والحرية والدفاع عن الذات والدين، ما جعلها تشكل خطرا حقيقيا على الاحتلال الفرنسي وسياساته، فحاول هذا الأخير القضاء عليها من خلال تدبير مكيدة اغتيال كحول وإلصاق التهمة بالطيب العقبي، ليتبع ذلك وفاة مؤسسها الشيخ عبد الحميد بن باديس.
وبحسب ذات المؤرخ، لم تحد جمعية العلماء المسلمين، رغم كل الظروف والمكائد، عن هدفها. وتعزز ذلك بعد أن استلم البشير الإبراهيمي رئاستها، حيث لم تقف موقف المتفرج من الأحداث العالمية والداخلية، بل على العكس عملت على تحقيق الكثير من المكاسب والمطالب التي رضخت لها فرنسا وأنشأت عشرات النوادي واستمر هذا الجهد التعليمي والإصلاحي رغم العراقيل والاضطهاد الذي كان العلماء والمعلمون عرضة له.
د. زغيدي في يوم العلم من منتدى الأمن:
جمعية العلماء المسلمين كانت الجدار الحامي لمقومات الجزائر
سعاد بوعبوش
شوهد:379 مرة