بين تمديد السداسي الثاني والتعليم عن بُعد... المرونة مطلوبة
كشفت الاتحادية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، عن سلسلة اقتراحات بشأن إنهاء السنة الجامعية الحالية في ظل تداعيات وباء كورونا، موضحة على لسان أمينها العام الدكتور مسعود عمارنة احتمالين:
الأول، في حال انفراج الوضع الصحي سيكون من الممكن تدارك التأخير، خاصة وأنه لم يبق من السداسي الثاني الكثير ويمكن استكمال النصاب بما يسمح بإجراء الامتحانات بتكثيف تقديم الدروس (محاضرات، أعمال توجيهية وتطبيقية) وإجراء المناقشات، مع تمديد السداسي إلى أسابيع من عطلة الصيف والاستعانة ببداية سبتمبر لإنهاء الموسم عاديا.
والثاني، في حال استمرار الوباء، اعتماد التعليم عن بعد عبر منصة «مودل» وهو، كما أضاف عمارنة، يستدعي إستراتيجية محكمة مقرونة بتعبئة كافة الموارد المادية والبشرية لدى الوزارة، مجددا اقتراحه بإبرام شراكة بين وزارتي التعليم العالي والبريد والمواصلات لتوفير الخدمات المناسبة للأساتذة والطلبة، مع الاستعانة بالمكونين في هذا المجال.
وأبدت الاتحادية، المنضوية تحت لواء اتحاد العمال الجزائريين، في خلاصة اجتماعه بالتحاضر عن بعد، تفاؤلا بنجاح العملية. فرغم ما يعترض الأساتذة من صعوبات، فإن أغلبهم قاموا بوضع دعائمهم البيداغوجية على الخط، داعية مسؤولي المؤسسات الجامعية، إلى توفير كل التسهيلات والمساعدات اللازمة لفائدة الأساتذة لإتمام العملية وتجنب الإدارة سلوك التهديد أو ممارسة الضغط، كما تضمنه بيان تسلمت «الشعب» نسخة منه. ذلك، كما أضاف، «أننا في ظرف استثنائي يستوجب التكاتف والتعاون، خاصة وأننا على ثقة في الوعي التام للأساتذة بأهمية هذه المسؤولية وحسهم الفائق لتجاوز المرحلة الصعبة. ولن تتوانى الاتحادية عن المساهمة القوية في التحسيس وتعبئة الجهود في هذا الشأن». وتم التأكيد على تبني استراتيجية واضحة ومتابعة مستمرة لكل المؤسسات عن طريق خلية يشرف عليها وزير التعليم العالي والبحث العلمي شخصيا.
الأجهزة وتدفق الأنترنت انشغال
فيما يخص حصول الطلبة على الدعائم، ترى الاتحادية ضرورة التركيز على التحسيس والإقناع بأن الظرف استثنائي، وأنه بالرغم من أن التعليم الحضوري مهم ويصعب تعويضه، إلا أن التعليم الإلكتروني يبقى الملاذ الوحيد، على غرار جامعات العالم. غير أنه يجب تمكين الطلبة من كافة التسهيلات والمساعدات وشتى متطلبات التعليم عن بعد، لاسيما الأجهزة، تدفق الأنترنت، إلى غيرها من الوسائل اللازمة والتي يمكن توفيرها بموجب اتفاقيات التموين مثل السالفة الذكر.
من خلال هذا، يشير عمارنة، حتى في حال تعذر حصول بعض الطلبة على الدعائم الإلكترونية، فإنهم سيشكلون قلة يسهل التكفل بها، مع الالتفات إليهم بشيء من الليونة، حتى ولو استدعى الأمر دعوتهم للحضور والحصول على الدعائم على أقراص تجهز وتودع على مستوى الإدارة. فضلا عن ذلك، ولضمان وصولها لكافة الطلبة ولتحقيق تكافؤ الفرص، يمكن للإدارة توفير مطبوعات بيداغوجية لمحتوى الدروس، تسلم بالأقسام.
الأخذ في الحسبان طبيعة التخصصات
وتمت الإشارة إلى أن اتخاذ أي إجراء متعلق بأحد هذين الاحتمالين، ينبغي الأخذ في الحسبان طبيعة التخصصات، لأن هناك فرقا بين العلوم الإنسانية والاجتماعية والآداب واللغات من جهة والعلوم الدقيقة والتكنولوجية، التي تتطلب أعمالا مخبرية تطبيقية، ويمكن منح بعض الصلاحيات للمؤسسات الجامعية لتقدير حجم النشاط البيداغوجي المنجز من أجل التقييم والانتقال بالتشاور مع الوصاية. وأكد عمارنة أن التعلم عن بعد ضروري، متمنيا الاستمرار فيه مستقبلا، لما له من أثر إيجابي على الحياة التعليمية ويمكن الاعتماد عليها، ولو كداعمٍ للطريقة العادية التي تعتمد على الحضور. كما تقترح تمكين الطلبة من المناقشات عبر الخط بموجب اقتراح لجنة المناقشة من طرف الإدارة، أو إرسال الطالب مذكرته كاملة عبر الخط للإدارة التي تتكفل بدورها بتشكيل لجنة لتقييم العمل.
من جهة أخرى، وتحضيرا للدخول الجامعي المقبل 2020-2021، تؤكد الاتحادية على وجوب التشاور مع وزارة التربية الوطنية، بما يتعلق بتاريخ البكالوريا ونتائجه، لأن الدخول الجامعي مرتبط بنتائج البكالوريا، خاصة ما يتعلق بمواعيد تسجيل الطلبة الجدد، منوهة إلى التحسب لاعتماد التخصصات الجديدة وتاريخ مسابقة الدكتوراه.