رست، أمس، حاملة الطائرات الإيطالية “كافور”، بميناء الجزائر العاصمة، واستقبل قائد الواجهة البحرية، العميد سماح زين الدين، الأميرال باولو تريو، الذي أكد على أهمية التعاون بين البلدين في حماية وتأمين البحر الأبيض المتوسط، واصفا العلاقات الثنائية بالمتينة والمتطورة. وأفاد بتسلم الجزائر سفينة “قلعة بني عباس” شهر سبتمبر المقبل.
تستضيف الجزائر إلى غاية 03 أفريل الحالي، المجموعة 30 للبحرية الإيطالية المكونة من حاملة الطائرات “كافور” والفرقاطة متعددة المهام “برغاميني” وسفينة الإسناد “أطنا”، حلت بميناء العاصمة كمحطة نهائية لرحلة قادتها إلى عدة دول آسيوية، عربية وإفريقية.
وتوجه قائد المجموعة البحرية الإيطالية، الأميرال باولو تريو، في زيارة مجاملة لقيادة الواجهة البحرية، أين حظي باستقبال العميد سماح زين الدين، وتبادلا عددا من الهدايا الرمزية المعبرة عن حجم التعاون بين بلدين تربطهما علاقات تاريخية عريقة في ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
وعبر باولو تريو، خلال ندوة صحفية، حضرها إلى جانبه سفير إيطاليا بالجزائر مكاييل جلاكوميلي، نظمت على متن حاملة الطائرات، عن امتنانه الكبير بحفاوة الاستقبال والظروف الملائمة التي وفرتها القوات البحرية الجزائرية، بتوجيه من نائب وزير الدفاع الوطني وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي، أحمد قايد صالح، واصفا ما يربط الجزائر وإيطاليا في الميدان، “بالمتين والذي يتعزز من سنة إلى أخرى”.
وأوضح، أن الروابط القوية بين البحريتين، “مبنية على أساس المصلحة المشتركة لحماية وتأمين منطقة جد استراتيجية كالبحر الأبيض المتوسط”، مفيدا بوجود تنسيق يومي في الجانب النظري، يتمثل في تبادل المعلومات حول التجارة البحرية ومكافحة الإرهاب والجريمة العابرة والمخدرات، فيما تجري بين البلدين عدة تمارين تطبيقية كتكوين البحرية الإيطالية لعدد من الطبلة الضباط الجزائريين.
وأشار الأميرال تريو، إلى أن التعاون يتم بصفة ثنائية أو في إطار مبادرة 5+5، لافتا إلى أن حجم التعاون في مجال الصناعة العسكرية في تنامٍ مستمر. وأفاد في السياق، باستلام الجزائر، شهر سبتمبر المقبل، سفينة “قلعة بني عباس” للدعم اللوجيستي ذات الصنع الإيطالي 100 من المائة، والتي تتميز بمهام عدة كالإنزال في مناطق صعبة والدعم والإنقاذ في الظروف الجوية العصيبة، وحمل عدد معتبر من طائرات الهليكوبتر، مثلما أكده أنجيلو فوسكو، مدير الصناعة البحرية الإيطالية في تصريح لـ«الشعب”، كاشفا أنها في مرحلة التجريب الأولي حاليا.
هذا ويوجد 120 عنصر من طاقم السفينة العملاقة في مرحلة تكوين بشمال إيطاليا، وسيصل العدد إلى 180 في الأشهر القليلة المقبلة لتولي الإشراف عليها.
من جهة أخرى، رافقت مجموعة من المؤسسات الإيطالية المختصة في الصناعة الحربية والخشب والأثاث والمجوهرات وكذا الصليب الأحمر، حاملة الطائرات “كافور” في رحلتها، التي انطلقت في 13 نوفمبر الماضي، بهدف التدريب والتكوين والتعريف بما وصلته إيطاليا وما تستطيع تقديمه في الميدان.
وتحمل “كافور” 5 طائرات حربية ومروحيتين، تؤدي عدة مهام، كشنّ الهجومات على الإرهاب والقراصنة، وإنقاذ السفن والمهاجرين غير الشرعيين، وستعود إلى مينائها بجنوب إيطاليا بعد انتهاء فترة مرورها بالجزائر نهاية هذا الأسبوع.
مكاييل جلاكوميلي: العلاقات بين البلدين في تنام مستمر
أشاد مكاييل جلاكوميلي، السفير الإيطالي بالجزائر، أمس، بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال خلال ندوة صحفية، على متن حاملة الطائرات “كافور”، إن حفاوة الاستقبال التي حظيت بها المجموعة 30 للبحرية الإيطالية ليس غريبا على بلد تربطنا معه علاقات تاريخية قديمة، مؤكدا أنها تقوم على الثقة والاحترام المتبادل وتتم على مستوى عدة هيئات عسكرية، إنسانية، صحية، تجارية واقتصادية.
وقال، إن إيطاليا تعتبر الممول الثالث للجزائر، بعد الصين وفرنسا، حيث بلغت قيمة صادرات سنة 2013 ما يناهز 6.5 ملايير دولار، وأكد أن بلاده تحتل صدارة المستوردين للغاز الجزائري، حيث تضاعف وارداتها العام المنقضي مقارنة بـ2012.
وكشف أن الاجتماع المقبل للجنة الثنائية رفيعة المستوى بين البلدين، ستتم في السداسي الذي سترأس فيه إيطاليا الاتحاد الأوروبي، أين تنوي تعزيز جهود الهيئة نحو البحر الأبيض المتوسط والضفة الجنوبية.