اختتم وزير الاتصال، عبد القادر مساهل، الزيارة التي قادته إلى ولاية أدرار، رفقة المديرين العامين للإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء ومؤسسة البث الإذاعي والتلفزي، وكانت آخر محطة له زيارة إذاعة أدرار الجهوية، للاطلاع على ظروف العمل الجواري الذي تقدمه.
وخلال نزوله ضيفا عبر أمواج الإذاعة الجهوية، أوضح مساهل أنه لا يمكن التحدث عن أدرار بدون التحدث عن شيوخها، وذكر (الشيخ سيدي محمد بلكبير، مولاي هيبة، مولاي عبد الله الرقاني، الشيخ الدباغي...)، وقال إن لأدرار خصوصيتها في الموروث الثقافي الذي يميزها عن باقي ولايات الوطن، وعمقها التاريخي والحضاري والديني.
وتكلم وزير الاتصال عن قوافل الجنوب ودور الزوايا ودخول الإسلام إلى غرب إفريقيا على الطريقة التجانية أو القادرية وتعليم اللغة العربية في هذه المناطق وحفظ القرآن، موضحا أن أدرار تعد همزة وصل بين الشمال والجنوب، وبين المغرب العربي وغرب إفريقيا.
وقال مساهل: “كان لي الحظ لما كنت وزير الشؤون المغاربية والإفريقية، حيث اتفقنا مع السلطات المالية أن تكون هناك توأمة ما بين مركز أحمد بابا بتمبكتو، والمركز الوطني للمخطوطات بأدرار. ونتكلم عن المخطوطات لأنها جد هامة في تاريخنا. زرت مرات عديدة مركز المخطوطات بتمبكتو ووجدنا فيه أكثر من 9000 مخطوط تهتم بتاريخ المنطقة والذاكرة الجزائرية موجودة آنذاك، وهذا جد هام للاتصال بالعمق التاريخي والجغرافي والعمق الديني واللغوي للجزائر مع دول الجوار”.
وأوضح الوزير أن الزيارة مكنته من معاينة الهياكل والمرافق التابعة للقطاع بأدرار، وقال: “سيكون لولاية أدرار مقر جديد لإذاعة أدرار الجهوية، وستجهز بأحدث الوسائل والتجهيزات التقنية المعروفة عالميا، وسيكون هذا المرفق متبوعا بمقر للتكوين، والذي من شأنه أن يطور قدرات ومهارات الإعلاميين”.
ويضاف مركز التكوين، إلى مجموع المقرات المتواجدة عبر التراب الوطني، على غرار مركز التكوين بتيبازة، الذي يمثل منطقة الوسط والذي يلعب دورا وطنيا في عملية التكوين، بالإضافة إلى الدور الجهوي لولايات الوسط، ومركز التكوين بوهران الذي يمثل منطقة الغرب، وأدرار ستكون محطة للتكوين في منطقة الجنوب .
وقال سلال، إن “للإذاعة الجهوية دورا هاما في تغطية كل الأخبار المحلية واهتمامات المواطن، وسينطلق إنجاز المقر الجديد لإذاعة أدرار الجهوية في اليوم العالمي لحرية التعبير المصادف لـ03 ماي المقبل، وفي ظرف 18 شهرا ستكون جاهزة للعمل”.
وأفاد مساهل، أن زيارته لولاية أدرار مكنته من الاطلاع على المقر الجديد للمطبعة والتي ستلعب دورا هاما في تزويد المواطن بالأخبار في حينها، وذلك حتى تصل للمواطن الجزائري المعلومة، أينما كان وحيثما وجد وفي وقتها المحدد.
وفي سؤال متعلق بانتقال البث من النظام التماثلي إلى البث الرقمي، أوضح وزير الاتصال أننا سننتقل إلى البث الرقمي في الأشهر المقبلة، وقال وصلنا إلى نسبة 85 من المائة من تغطية البث التلفزيوني الأرضي الرقمي، في انتظار تعميمه في العام المقبل، حيث وفرنا لمؤسسة البث الإذاعي كافة الوسائل المادية في تحديث آليات نظام البث الإذاعي والتلفزي.
كما أعلن عن انطلاق حملة وطنية موسعة لشرح مفهوم الرقمنة وأهمية البث التلفزيوني الأرضي الرقمي، وهي تعتبر قفزة نوعية لوصول الصورة والصوت بجودة عاليين.
وأفصح وزير الاتصال عن وجود برنامج سخرت له الدولة إمكانات كبيرة لتغطية كافة أرجاء التراب الوطني. وبخصوص الولايات التي تمتلك مساحة شاسعة مثل ولاية أدرار، سيتم تغطيتها بموجة “أف.أم” والموجات المتوسطة. وقال، من الأمور التي ستعطي دفعا قويا للإذاعة والتلفزيون، لاسيما في المناطق الجنوبية، هو دخول آليات ووسائل عصرية، يتعلق الأمر بدول شبكة للإرسال وتبادل البرامج بـ«المينوس”، وهو ما يسمح لنا، انطلاقا من الصائفة المقبلة، بفتح مركز للتلفزيون الجزائري بأدرار، لأن متطلبات الوقت تسمح بأن يكون طاقم ثابت ودائم بأدرار، ويدخل هذا في إطار سياسة الدولة وتقريب الإعلام من المواطن لتغطية مختلف الأحداث .وليلعب دورا هاما في الإعلام الجواري .
وبخصوص صدور قانون السمعي البصري في الجريدة الرسمية مؤخرا، أوضح وزير الاتصال أن هذا القانون سيفتح المجال للتعدد الإعلامي الإذاعي والتلفزيوني، وفتح المجال للخواص لولوج هذا المجال، وهو تحول هام للجزائر يدخل في إطار الإصلاحات التي أقرها رئيس الجمهورية والذي يعتبر مكسبا هاما للجزائر وللمواطن.
ومن شأن هذا الانفتاح الإعلامي تعزيز دور الإذاعة والتلفزيون العمومي، وذلك من خلال منحهما وسائل وإمكانات جديدة لتقوم بأداء دورها على أكمل وجه. وأوضح الوزير، أن هذا القانون جاء انطلاقا من القانون العضوي للإعلام، وسيتبع بمراسيم تنفيذية، وأهم مرسوم يتعلق بإنشاء سلطة ضبط تملك صلاحيات واسعة، وهي التي ستسير هذا الفضاء بالنسبة للتلفزيون والإذاعة، بالإضافة إلى مراسيم أخرى ستقدم للحكومة قريبا حتى تأخذ قرارا نهائيا في هذا المجال، وهذا يعد خطوة نوعية وإنجازا جد هام بالنسبة لاستكمال مسار فتح السمعي البصري.
وفي ختام حديثه أوضح مساهل أن الإذاعات الجهوية تلعب دورا هاما في التحسيس بأهمية الانتخابات الرئاسية وهي محطة هامة بالنسبة للجزائريين، وذكر بالمشاركة القوية التي تعرفها ولاية أدرار في مثل هذه المواعيد السياسية وهو يدل على اهتمام المواطن بمصير البلاد والجزائر.