في حفل تسليم الجائزة الوطنية للهندسة المعمارية

رئيس الجمهورية يؤكد على تحسين وجه العمران

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين

حضرات السيدات والسادة،
إن موعدنا يتجدد اليوم، بمناسبة تسليم الجائزة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير لتكريم أحسن الأعمال التي تجسد إنجازات عصرية بلمسة فنية وإبداعية ابتكرتها طاقات جزائرية شابة لتكون شاهدا على التطورات الكبرى التي عرفها مجتمعنا منذ نيل حريته واسترجاع كرامته.
فعلينا أن نحافظ على تراثنا وتاريخنا اللذين يكونان هويتنا، لذا فإنه لابد أن تكتسي الإنجازات، التي نكرمها في مثل هذه المناسبات، طابع التجديد والابتكار، من حيث قدرتها على المزج بين القيم العالمية والمحافظة على الثوابت التي تميز ثقافتنا وتاريخنا بخصائصها وروعتها وأسرارها لربطها بالتطورات المعمارية التي يعرفها العالم كل يوم، وهذا لما لمسناه في بعض المشاريع التي أنجزت مؤخرا بولاية المدية التي جمعت مابين الأصالة والحداثة.
من أجل ضمان ازدهار دائم للمعمار الذي يعد مؤشرا هاما لدرجة تنمية الشعوب، علينا ان نهتم بتحسين مستوى أدائنا حتى نكون في مستوى الاستثمارات التي تقدمها الدولة من أجل توفير العيش الكريم والرفاه الاجتماعي للمواطن من خلال تطوير وتنمية المدن.
إن تكريم أحسن الأعمال الهندسية يسمح لنا بإدراك أهمية الإبداعات المعمارية في الجزائر، وتثمين النوعية المعمارية التي تعد شرطا أساسا لتلبية كل المتطلبات المتزايدة والمتسارعة التي تفرضها تطورات هذا القرن.
فجودة المعمار توفر الرفاه الاجتماعي، وتحقق التنمية المستدامة وتعد حقا فنا وعلما للحياة اليومية.

السكن أولوية للحكومة

إن السكن يعد من أهم الأولويات بالنسبة للحكومة، لذا فإن تحقيق أهدافنا الوطنية في مجال الإسكان، أيا كان حجمها، لايمكن أن يتم دون المهندسين المعماريين، الذين يعتبرون الفاعلين الرئيسيين في معركتنا ضد الرتابة والسطحية.
فالمهندس المعماري بصفته أحد أفراد المجتمع يتأثر بما يجرى حوله وينعكس ذلك على عمله وقيمه وتطلعاته، مما يجعله قادرا على أن يعكس رغبات وتطلعات هذا المجتمع المحيط به من خلال تصميماته المعمارية.
لذا فنحن ننتظر منهم الكثير، فمسؤولياتهم كبيرة في تغيير الصورة القاتمة التي تعرفها مدننا وققرانا على حد سواء، فلا بد من زيادة المساحات الخضراء داخل وخارج المدن واستغلال الأماكن الفارغة وغير المستعملة استغلالا أمثل بطريقة هندسية تناسب التمتع والتنزه واستخدام مصادر الطاقات المتجددة للحد من التلوث البيئي.
إننا لانبني للأجيال الحاضرة فحسب، وإنما نريد أن نخلد أعمالنا لتبقى معالم تاريخية للأجيال القادمة، فنحن نصبو إلى المزيد من الإثراء من خلال تجاربكم والاستفادة من معارفكم، حتى يتسنى لنا معا رسم إطار معالم المدينة الجزائرية المستقبلية الثرية بماضيها، المدركة لحاضرها والواثقة في مستقبلها.
وختاما، لا يفوتني أن أهنىء الفائزين بجائزة هذه السنة وأحثهم على المزيد من العطاء والتفاني في أعمالهم. وفق الله الجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024