أكّد المحامي والمختص في الحركة الوطنية عامر أرخيلة، أن ّكل الأحزاب المعتمدة بالجزائر تزعم أن خلفيتها السياسية والفكرية مستمدة من بيان الفاتح نوفمبر 1954، وأدبيات الحركة الوطنية، وحسبه فإنّ هناك فرق شاسع بين ما تزعمه هذه الأحزاب في برنامجها وما تتضمنه الوثائق التأسيسية التي نص عليها نداء أول نوفمبر.
وأبرز عامر أرخيلة في حديث لـ «الشعب» أنّ البيان نص على الوحدة ومخاطبة الجزائريين بكل فئاتهم، مما جعل الشعب الجزائري يلتف حول جبهة التحرير الوطني، ولم تتمكن فرنسا من اختراق وحدة الصف الجزائري رغم امكانياتها الجبارة من جيش وأسلحة.
وأوضح محدثنا في هذا السياق، أنّ الجزائري الذي آمن بجبهة التحرير الوطني، حين انتقل إلى ميدان المعركة لم يحرر قريته بل كافح من أجل تحرير كل التراب الوطني شماله، جنوبه، شرقه وغربه، وخير دليل التقسيم الذي اعتمده قادة الثورة في استراتيجيتهم العسكرية، حيث عيـّن الشهيد العربي بن مهيدي على رأس الغرب الجزائري وهو ليس ابن المنطقة، كما عين الشهيد مراد ديدوش بمنطقة الشرق وغيرهما، فمن الضروري ــ أضاف يقول ــ تموقع المجاهدون في أماكن غير بيئتهم.
واغتنم المؤرخ الفرصة للإشادة بالدور الذي قدّمه الشيخ بيوض قائد المقاومة بالجنوب، في التمسك بالوحدة الوطنية سنة 1947، حيث تصدى لمناورة ديغول الذي حاول إغراءه للانفصال عن الشمال، لكن الشيخ بيوض رفض وبقي محافظا على الانتماء إلى الجزائر الموحدة بين الشمال والجنوب.
الأحزاب بعيدة عن أدبيات الحركة الوطنية ونداء نوفمبر
أرخيلة: «الشّهداء ناضلوا من أجل وحدة التراب الوطني»
سهام بوعموشة
شوهد:432 مرة