المجاهد عمر بن محجوب في عيد النصر

فرحة الجزائريين بوقف اطلاق النار لاتوصف

جمال أوكيلي

أثار المجاهد عمر بن محجوب قيم نوفمبر الخالدة التي كانت بمثابة صمام آمان الذي أدى الى ضمان استرجاع السيادة الوطنية.. من خلال ثورة شعبية قضت الى الابد على النظام الكولونيالي وتوابعه من المستوطنين والمعمرين الغلاة الذين مكثوا على هذه الارض الطيبة ١٣٠ سنة.

واعتبر بن محجوب بأن القناعة العميقة التي كانت متجذرة في وجدان هذا الشعب هي طرد الاستعمار مهما كلف ذلك من ثمن، وهذا الخيار الثوري كان حتمية وممرا اجباريا على كل احرار الجزائر انذاك، في مقارعة فلول الاحتلال ان آجلا او عاجلا،، والفرنسيون كانوا على دراية تامة بان هذا الشعب سينتفض في يوم من الايام،، مما جعله يسعى للعب على وتر الاغراءات السياسية التي باءت كلها بالفشل الذريع.
ويشعر كل واحد وهو يستمع الى المجاهد عمر بن محجوب، ان قيم نوفمبر من اصرار على استعادة الوطن، والتضحية ونكران الذات، والتفكير في الآخر،، والحرية، والمساواة، والعدالة الاجتماعية هي التي صنعت رجالا اشداد، استطاعوا ان يتخذوا القرار التاريخي الفاصل، باشعال نار الثورة ضد الاستعمار،، وقوة شخصيتهم وتكوينهم السياسي،، له اهتداء في ادبيات الحركة الوطنية التي لقنتهم مغزى التعلق بالوطن مهما كانت طبيعة الظروف،، ففي كل مرة يعود بنا المجاهد عمر بن محجوب الى مصادر هذه القيم النوفمبرية التي تعد حقا مرجعية في النضال،، اذكت في كل واحد الروح الوطنية العالية التي لايقف امامها اي تحد الا ويرفع في الوقت الذي يرونه مناسبا.
وقد لاحظنا ان المجاهد عمر بن محجوب من الشخصيات التاريخية النادرة،، التي ماتزال حقا تؤمن ايمانا قاطعا بان الاستعمار لايفهم، الا لغة السلاح،، بدليل انه لم يصغ للجزائريين،، معتقدا ان سياسة الاعتقالات والزج بالمناضلين في السجن،، وتعريضهم الى شتى انواع التعذيب،، والتصفية والابعاد والاقامات الجبرية،، واحالتهم على المحاكم،، يمنعهم من المطالبة بحقوقهم،، كل هذه الممارسات اللاإنسانية زادت من عزيمتهم في ملاحقة المحتلين،، بدليل ان المجاهد عمر بن محجوب عانى من غياهب سجون الاستعمار،، وبمجرد ان اطلق سراحه عاود الاتصال بمسؤولي الثورة،، للصعود الى الجبال،، وصادف خروجه من الاعتقال اندلاع الثورة المباركة،، مفضلا ان يكون مقاوما الى جانب اخوانه الاشاوش ضد فرنسا.
وكلما تذكر هذا المجاهد من كان معه،، في تلك اللحظة الحاسمة من الكفاح،، تذرف عيناه بالدموع .
وقد حاول مرات ومرات التحكم في نفسيته المتأثرة الا انه انفجر واجهش بالبكاء،، للتضحيات الجسيمة للشعب الجزائري،، وكذلك الشهداء البواسل،، الذين سقطوا امامه سواء الذين سقطوا في ساحة الوغى او الذين لقوا مصرعهم وهو بصدد قطع الاسلاك الشائكة،، ففي لحظات عاد ذلك الشريط الزاخر بالمحطات المضيئة والمواقف الثورية الجديرة التذكير بها،، عددها المجاهد بن محجوب الواحدة تلو أخرى بالرغم من تأثيرات احداث الدهر على ذاكرته الا انه مازال في تواصل مع كل جميل في هذا الوطن،، متفاديا الحديث عن الخلافات لان الثورة انتصرت على اعتى قوة،، واسترجعت السيادة الوطنية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024