يروي مسيرة نضال طويل

كنت أكافح بعيدا عن الأضواء.. عينني بومدين على رأس المحافظة السياسية

حبيبة غريب

كم هو مؤثر السفر في الذاكرة واسترجاع أحداث عاشها المرء في شبابه الذي ضحى به من اجل الوطن واسترجاع السيادة الوطنية، وسجلها التاريخ بأحرف من ذهب، وهي التجربة التي تقاسمها أمس، معنا المجاهد عمر بن محجوب، الذي أكد بكل تواضع على “أن دوره في النضال من اجل جزائر مستقلة كان بحكم انتمائه القوي إلى وطنه وتشبعه منذ نعومة أظافره بمبادئ الحركة الوطنية وضرورة الكفاح للتخلص من قيود فرنسا الاستعمارية”.
وقال المجاهد المولود في سنة 1927 بمنطقة وادي الروينة بغرب البلاد في عائلة بسيطة، انه انخرط منذ صغره في الحركة الوطنية وكان من محبي النضال في السر والخفاء، وكان يسير على درب إخوته الثلاثة، جيلالي، سليمان وعبد الله الذين استشهدوا في سبيل الوطن.
وفي سن الـ18، تلقى بن محجوب أول مسؤولية له بالحركة الوطنية، التي قلده إياها سيد علي عبد المجيد، حيث عين في سنة 1947 مسؤولا على المنطقة  السرية الممتدة من المدية إلى الأغواط، وقد ألقت عليه القوات الفرنسية القبض في نفس السنة ليخرج من السجن، ليعاد إليه سنة 1950 بحكم ٤ سنوات ليخرج وقد اندلعت ثورة نوفمبر المباركة. وقد شارك عمر بن محجوب في النضال إلى جانب السي محساس، المرحوم بن بلة، المرحوم بوضياف، والشهيد العربي بن مهيدي وغيرهم من رجالات جبهة التحرير الوطني وقيادييها المحنكين.
وسجن المجاهد للمرة الثالثة ليطلق سراحه من جديد بمنطقة البليدة رفقة المجاهد بن خدة، وكان يستذكر من وراء ذلك نية المستعمرين الفرنسيين كي يسهل لهم الاتصال بقادة الجبهة من أجل البدء في التفاوض، كون فرنسا قد استنزفتها الحرب العسكرية والسياسية التي خاضتها ضدها الشعب الجزائري.
وأضاف المجاهد بن محجوب أنه وبعد دخوله من جديد إلى النضال السري، كانت له مشاركة في تكوين المنطقة الـ3، وربطها بالمنطقة الـ4، كما التقى في سنة 1960 بالراحل هواري بومدين، الذي كلفه بمسؤولية المحافظة السياسية، وإنشاء كلية تكوين المحافظين السياسيين بالحدود المغربية الجزائرية وبنجاح الفكرة أصبح بن محجوب مسؤولا على المحافظة السياسية بالمشرق والمغرب، كما كلف بقراءة إعلان وقف إطلاق النار بالقاعدة الشرقية في الـ19 مارس 1962.
ولم يجد بن محجوب من وصف لفرحة الجنود لدى سماعهم الخبر إلا “بالأمر العظيم وتيقنهم أن نضالهم قد جاء بنتيجته وأن تضحيات كل من استشهد وعذب، وقهر ونفي لم تذهب سدى”.
وبعد الاستقلال انتخب عمر بن محجوب عضوا في المكتب السياسي للافلان، واعتزل السياسة بعد 19 جوان ١٩٦٥، حيت واصل تكوينه العلمي وتحصل على شهادة في القانون وفتح مكتبا للمحاماة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024