عباد رئيس جمعية “مشعل الشهيد”:

«نرفض تسييس التاريخ واستغلاله لتصفية الحسابات»

سهام بوعموشة

«اتاثر عندما أتذكر عيد النصر” هكذا عبر المجاهد وعضو المنظمة السرية عمر بن محجوب عن فرحة الجنود لدى سماعهم إعلان وقف إطلاق النار الذي قرأه المجاهد الفقيد هجرس، قائلا أن الإيمان والاعتقاد لدى المجاهدين هو أنه مهما بلغت قوة فرنسا الاستعمارية فهي لا تخيفهم أو تثبط من عزيمتهم، كونهم كانوا وطنيين حتى النخاع وقوتهم استمدت من الله عز وجل، وهدفهم الوحيد هو تحرير الجزائر عاجلا أم آجلا .

وأضاف بن محجوب لدى نزوله ضيفا على”الشعب”، أن المناضلين كانوا يشعرون أن الوطنية والجهاد واجبهم اتجاه الوطن الأم، وأن الله اختارهم ليقودوا مسيرة النضال ضد اعتى قوة في العالم آنذاك التي أرادت كسر الثورة، غير أن الإيمان كان أقوى من سلاح العدو، هذا الأخير قال المجاهد كان يظن أن الجزائريين ضعفاء ولا يمكنهم مواجهة نظامه وجيشه وإمكانياته الحربية الجبارة، لكن توقعاته كانت خاطئة، لأنه نسي أنه أمام شعب لا تقهره الدبابات وقضيته شرعية، وهي استرجاع ارض أجداده التي اغتصبت سنة 1830.
وفي رده عن سؤال حول التحامل على رموز الثورة الجزائرية، والذي تتداوله وللأسف بعض الشخصيات التاريخية عبر الصحف، أوضح ضيف”الشعب” أن هناك أطرافا تريد زرع البلبلة في الجزائر، وأعداء كثر يرغبون في زعزعة استقرار البلد بغرض الانتقام، كونهم فشلوا أمام الثوار الحقيقيين ويريدون الآن تحطيم الشعب الجزائري، مبرزا في هذا السياق أن الشهداء والمجاهدين الذين ما يزالون على قيد الحياة أدوا واجبهم.
من جهته، أفاد محمد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد أن جمعيته ضد تسييس التاريخ واستغلاله لتصفية الحسابات، وكذا تضخيم بعض وسائل الإعلام للأحداث والتقليل من شأن الأحداث الأخرى التي تستوجب الاهتمام بها، داعيا إلى فتح نقاش وطني بطريقة موضوعية، ونبذ الخلافات وعدم الانغلاق قائلا: “فلنترك التاريخ للتاريخ”.
وفي هذا الإطار، تأسف محمد عباد عن التأخر المسجل في مجال إعداد برنامج  للنشاطات المخلدة لذكرى استرجاع السيادة الوطنية، وحسبه أنه من المفروض التحضير لمشروع برنامج خاص للاحتفال بالذكرى الـ60 للاستقلال مسبقا، والذي من خلاله يمكن كتابة تاريخ الأمة، مشيرا إلى أن دور المجاهدين والمؤرخين والإعلام يبرز في مثل هذه الأحداث التي تضخم جوانبها السلبية في بعض وسائل الإعلام وتترك كل ما هو ايجابي، مما يخلق فراغا وهذا لا يخدم التاريخ.
وبالمقابل، طالب محمد عباد من صانعي الأحداث أن يكونوا موضوعيين خاصة عندما يتعلق الأمر برموز الثورة التحريرية، خاصة الشهداء الذين هم ملك للشعب الجزائري، ويرى أن العديد من الشباب ما يزالون متمسكين بقيم الثورة.
وبالموازاة مع ذلك، أكد إسماعيل دبش أستاذ بكلية العلوم السياسية أن هناك تحرشات خطيرة تريد المساس بقيم، وثقافة الشعب الجزائري، وحملة قوية لضرب قيم الوحدة والاستقرار، داعيا الشباب إلى عدم السقوط في هذا الفخ.
وأبرز الأستاذ الجامعي أن الشعب الجزائري كلما تمس كرامته يتحرك، وما “الربيع العربي” لدليل على ذلك، حيث لم ينتفض الجزائريون كغيرهم من الشعوب العربية، لأنهم مدركون ما يحاك ضد وطنهم، معتبرا ذلك مكسبا للثورة التحريرية التي استطاعت أن تغرس قيم نوفمبر في جيل اليوم، هذه المبادئ النوفمبرية استطاعت أن تتحدى أقوى دولة في العالم.
و أشار إسماعيل دبش في هذا الشأن، إلى أن الأعداء حين لم يستطيعوا ضرب قيم الثورة استهدفوا رموزها الأبطال، وبدأو في التشكيك في كل ما حققته الثورة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024