أشاد أمس المجاهد الكبير عبد القادر قروج، بالدور البطولي الذي لعبته المناضلة الأوروبية في صفوف جبهة التحرير الوطني “آني فيوريو ستينار”، رغم معاناتها مع عائلتها والإدارة الاستعمارية، مستعرضا نبذة عن حياتها قائلا أن “آني فيوريو ستينار” المولودة بتاريخ ال7 فيفري 1928 بالحجوط، كانت سباقة للالتحاق بصفوف جبهة التحرير الوطني، حيث تلقت دراستها بكل من الجزائر العاصمة، تلمسان وسيدي بلعباس.
والتحقت “آني ستينار” بشبكة القنابل التي كان يديرها ياسف سعدي، حيث ألقي عليها القبض في 15 أكتوبر 1956 وحكم عليها بثلاث سنوات في مارس 1957، بتهمة دعمها للثورة، وتنقلت عبر سجون كل من سركاجي، الحراش والبليدة.
وأضاف المناضل قروج لدى تقديمه لشهادته بوقفة عرفان للمناضلة “آني فيوريو ستينار” والتي نظمتها جمعية مشعل الشهيد، بالتنسيق مع يومية المجاهد أنه عرف المناضلة بعد الثورة، حيث تقلدت منصبا في الأمانة العامة للحكومة الجزائرية، مما سمح لها بالعمل مع العديد من رؤساء الحكومة منهم مولود حمروش، إسماعيل حمداني وغيرهم.
وقال أيضا المجاهد أن “آني”، آمنت بعدالة القضية الجزائرية، وضحت في سبيل ذلك بعائلتها ولهذا تستحق كل التقدير والعرفان، معطيا مثالا عن كثير من الأوروبيين الذين قدموا دعما للثورة متحدين أبناء جلدتهم، كجورجيو اكومبورا، أندري كاستال المدعو مراد والذي حطّ بمنطقة الاوراس، لتعليم أبناءها وقد تضامن معهم، مما دفع الإدارة الاستعمارية لطرده من هناك.
بالإضافة إلى الدكتور ماسبارف تعرفت خلال الثورة على العديد من المناضلين الكبار كالشهيد العربي بن مهيدي، عبان رمضان، بن يوسف بن خدة، وسعد دحلب، مشيرا إلى أن “أني ستينار” تعد من أفضل صديقات المجاهدة جميلة بوحيرد، التي لا يمكن لأحد المساس بها مهما فعلت، على حد تعبيره، متمنيا لو كانت حاضرة بالندوة لتقديم شهادتها عن أختها في الكفاح “أني”.
من جهتها، أفادت المجاهدة مليكة خان أنه لا يمكن قياس شعورها وهي حاضرة لتكريم المناضلة الجزائرية من أصل أوروبي “أني ستينار”، والتي قدمت الكثير للجزائر، مشيدة في ذات السياق بدور كل المجاهدات ومن كل الأصناف لمشاركتهن في تحرير الوطن.
وأضافت مليكة خان:« جيلنا إبان الثورة قدم ما استطاع للجزائر، بفضل مساعدة الشعب وكنا نعيش حياة مليئة بالأمل، وعلى جيل اليوم استكمال مشروع البناء”،
ووصفت المجاهدة باية ماروك “أني ستينار” بالأخت التي ضحت من أجل القضية الوطنية، أما المجاهد محمد مشاطي فاكتفى بالقول”أني شجاعة واختارت عدالة القضية الجزائرية على حساب أطفالها”.
وبالمقابل أعربت “أني ستينار” عن سعادتها بلقاء بعض من رفقاءها إبان حرب التحرير الوطني، مبرزة في تدخلها المعاناة والظلم الذي مارسه الاستعمار على الجزائريين، خاصة المناضلين المسجونين والمحكوم عليهم بالإعدام في رواق الموت، قائلة:« تصوروا وأنتم تنتظرون كل فجر صباح من يكون دوره لينفذ فيه الإعدام”.
وأضافت بأنه حين يقتاد أحد المناضلين نحو المقصلة يسمح صراخ “الله أكبر”، متحديا جلاديه، لكن قالت “أني” أن كل هذا الخوف الذي عشناه كان مطبوعا بالتضامن. و في الختام تم تكريم “أني ستينار” من طرف تلاميذ مدرسة التربية الرياضية.
اعترافا بدور الأوروبيين في دعم القضية الجزائرية:
تكريم المناضلة آني ستينار
سهام بوعموشة
شوهد:226 مرة