أول جزائرية تنال جائزة البحث بجنيف عام ١٩٨٨

أستاذة الفيزياء بجامعة باب الزوار زياري ياسمينة تشيد بمكاسب الجزائريات

سهام بوعموشة

إختارت العلوم الدقيقة منذ صغرها، خاصة مادتي الفيزياء والرياضيات، وحين تحصلت على شهادة البكالوريا، التحقت بالمدرسة المتعددة التقنيات بالجزائر العاصمة، لتتخرج بعدها كمهندسة في الإلكترونيك، وتواصل دراستها العليا في الماجستير ودكتوراه دولة في الهندسة الصناعية، بنفس المدرسة، حيث كانت المرأة الأولى في الجزائر، التي تحصلت على دكتوراه دولة في الهندسة الصناعية.

لتلتحق بكلية الفيزياء بجامعة «هواري بومدين» للعلوم والتكنولوجيا عام 1985، وهي ـ حاليا ـ أستاذة محاضرات بدرجة عالية، إنها الدكتورة كربوعة زياري ياسمينة التي نزلت ضيفة على منبر جريدة «الشعب» لتحدثنا عن تجربتها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.  
تقول السيدة زياري ـ وهي أم لطفلين ـ أنه ليس من السهل أن تكون المرأة أم وباحثة في نفس الوقت، بسبب نقص الهياكل التي تساعد المرأة العاملة التي تقوم بمجهودات أكثر من نظيرتها الأوروبية، خاصة في ميدان البحث العلمي.
وأضافت أن دورها كزوجة وأم تربي أبناءها، وتقوم بكل الشؤون المنزلية، يأتي في المرتبة الأولى قبل مهنتها التي تعشقها، وقد ناضلت لتفرض وجودها وتنخرط في عدة جمعيات، منها عضو مستشار متطوّع بجمعية النساء المقاولات، وكذا بجمعية النساء للاقتصاد الأخضر.
 علما أنها أسست المدارس التحضيرية للعلوم والتقنية بالجزائر، حيث أطرت العديد من الطلبة في كثير من الميادين، وشاركت في الملتقيات والندوات الدولية، منها المؤتمر الدولي بجنيف عام 1998.
 وكانت الجزائرية الوحيدة من بين 36 دولة التي تحصلت على الجائزة الأولى مع التشجيع، على بحثها وعلى أنها أظهرت أن المرأة ليست مهمشة رغم العشرية الدموية التي كانت تمر بها الجزائر، كما أصدرت الدكتورة  الجامعية عدة مقالات، وبالرغم من أنه كان لها فرص جيدة في بلجيكا، إلا أنها أرادت العودة إلى الجزائر لخدمة أبناءها في المجال العلمي.
وفي هذا الشأن، تقول السيدة زياري أنها في البداية كانت مهتمة بالبحث في رقمنة النظام الصحي الجزائري حول مرض السرطان، لكنها وجدت صعوبات بحكم أن فكرتها التي جاءت بها من بلجيكا كانت جد متقدمة، ولا تستطيع تطبيقها في الجزائر لنقص الإمكانيات، وحاليا بصدد القيام ببحث حول الطاقات المتجددة وذلك بالتفكير في إيجاد بدائل ما بعد البترول كالطاقة الشمسية وغيرها، حيث لديها طلبة ودكاترة ينشطون في هذا الميدان.  
 وبالمقابل، أبرزت ضيفة «الشعب» المكانة التي وصلت إليها المرأة الجزائرية، التي أدركت سريعا أن لها تحدي وهو المضي قدما والعمل بنجاح والدليل على ذلك هو نسبة الطالبات بجامعة باب الزوار التي بلغت 85 بالمائة، قائلة: «تحصلنا على العديد من المكتسبات فمثلا بالجامعة توجد نساء عميدات وأن ميدان التعليم يعرف حضورا قويا للمرأة أكثر من الرجل».
وأضافت البرفيسور زياري : «لم اشعر أبدا بأن هناك فرقا بيني وبين الرجل، واشكر الدولة الجزائرية التي سمحت لي بالدراسة مجانا، والارتقاء إلى هذا المنصب مقارنة بالدول الأخرى، كما أن تكويننا في ميدان البحث العلمي في الجزائر أفضل، مما مكننا من النجاح في الخارج».
وأشارت إلى أنها لاحظت خلال فترة تربصها بكندا، أن الكنديات لا يتحصلن على نفس الراتب الذي تتحصل عليه الجزائرية في الميدان العلمي، وهناك تمييز بينها وبين الرجل.
وفي معرض حديث الأستاذة الجامعية نفت فشل الإصلاحات في الميدان التعليمي، قائلة أنها لاحظت تحسن مستوى التلاميذ، وظهور كفاءات للتقدم بعد إقرار الإصلاحات، فقط ينبغي توفير الظروف الملائمة والتركيز على الطور الابتدائي وجعل الطفل يحب وطنه والعلم، داعية إلى تثمين البحث والباحث وتشجيعه عبر إعطائه الإمكانيات.
وفيما يتعلق بالمرأة، ترى السيدة زياري ضرورة تغيير الذهنيات وإنشاء جمعيات النخب تضم النساء المثقفات في مختلف المجالات، والعمل بجد للحصول على مكتسبات أخرى.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024