تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، يحل نهار اليوم ببومرداس الوزير الأول، عبد المالك سلال، في زيارة تفقدية، يقوم خلالها بمتابعة مدى تقدم أشغال مختلف المشاريع القطاعية التي تدعمت بها الولاية في إطار المخطط الخماسي 2010/2014، إضافة إلى تدشين مشاريع حيوية أخرى استفاد منها المواطن وإعطاء إشارة انطلاق مشاريع جديدة بهدف بعث التنمية المحلية بهذه الولاية وتحسين الظروف المعيشية للمواطن، مع تقديم التصورات المستقبلية لأهم المشاريع التي يحملها المخطط الخماسي.
تكتسي زيارة التفقد التي يقوم بها الوزير الأول، عبد المالك سلال، نهار اليوم إلى ولاية بومرداس، أهمية خاصة بالنسبة للمواطنين والمنتخبين المحليين، الذين أجمعوا من خلال الأصداء الأولية التي استقتها «الشعب»، على أن زيارة الوزير الأول وفي هذا الظرف بالذات تحمل عدة دلالات ايجابية ورمزية خاصة لفائدة سكان هذه الولاية التي مرت بظروف استثنائية جدا بسبب الظروف الأمنية ومخلفاتها التي عمرت لسنوات، إضافة إلى تداعيات زلزال 21 ماي 2003، الذي زاد من حجم الضغوطات على الجماعات المحلية المطالبة بتسيير وضعية صعبة من هذا الحجم والاستجابة لمتطلبات وانشغالات المواطن في تحسين ظروفه المعيشية وتوفير حاجياته الأساسية، قد يأتي في مقدمتها قطاع السكن الذي يعتبر من الملفات الأساسية بالولاية الهادفة إلى القضاء التدريجي على أزمة السكن ومشكلة الشاليهات، وهنا يمكن الإشارة أن بومرداس استفادت بأكثر من 40.7 ألف وحدة سكنية في مختلف الصيغ يجري إنجازها حاليا عبر عدد من مناطق الولاية منها 21111 هي حاليا في طور الإنجاز، و19667 قيد الدراسة، منها 11200 وحدة سكنية في صيغة السكن العمومي الايجاري، 5567 وحدة في صيغة السكن التطوري المدعم و2.900 وحدة في السكن الريفي، وهي مشاريع سيتوقف عندها الوزير الأول من أجل إعطاء دفع قوي للعملية وتسليم المشاريع الجاهزة حاليا خاصة منها مشروع 1500 وحدة سكنية ببلدية سي مصطفى.
قطاع الشباب، التربية والتعليم العالي..مشاريع حيوية في الأفق
سجل قطاع الشباب والرياضة ببومرداس، حضورا قويا في السنوات الأخيرة على كافة الأصعدة انطلاقا من جملة المشاريع التي استفادت منها الولاية، حيث وصلت إلى 27 عملية خلال سنة 2013 لوحدها بغلاف مالي قدر بـ835 مليون دينار، وأخرى تجري بها عملية الإنجاز بوتيرة متسارعة منها الملعب البلدي لبرج منايل الذي يتسع لـ 10 آلاف متفرج، الذي ينتظر أن يكون هو الآخر محل معاينة من قبل الوزير الأول، مشروع لإنجاز مدرسة جهوية للرياضات الأولمبية بزموري، إنجاز 9 مركبات رياضية جوارية، 10 ملاعب جوارية ذات العشب الصناعي، 4 بيوت للشباب،4 مخيمات للشباب، 7 دور للشباب، إضافة إلى عدة مشاريع مسجلة للإنجاز سنة 2014، منها 3 مسابح، 6 قاعات متعددة الرياضات، مركزين للتسلية العلمية بقورصو وبومرداس، في انتظار البرنامج الطموح المسجل في البرنامج الخماسي 2014/2019، كما حظي قطاع التربية أيضا باهتمام خاص في برنامج رئيس الجمهورية من خلال تدعيمه بعدة هياكل ومرافق جديدة لتحسين ظروف تمدرس التلاميذ، تمثلت في تسجيل 5 ثانويات، لصالح بلديات قدارة، أولاد موسى، بودواو، حمادي والخروبة، داخلية بتيجلابين، 7 مدارس اساسية، 66 قاعة للدراسة، 7 مجمعات مدرسية و4 مطاعم جديدة، بدوره شهد قطاع التعليم العالي برمجة عدة مشاريع بيداغوجية لصالح جامعة بومرداس التي وصلت بها طاقة الاستيعاب حاليا 27727 طالب، في انتظار تسليم قطب جامعي جديد بقدرة استيعاب تصل إلى 9 آلاف مقعد بيداغوجي بمنطقة الساحل، إنجاز ألف مقعد بيداغوجي لفائدة المعهد الوطني للصناعات الخفيفة، ألف مقعد آخر في طور الإنجاز، ومشروع لانجاز إقامتين جامعيتين بسعة 5 آلاف مقعد ومطعم مركزي بسعة 800 مقعد كذلك.
أما قطاع التكوين المهني فقد شهد تسجيل 15 مشروعا جديدا لتدعيم القطاع بغلاف مالي وصل إلى 1.365 مليار دينار منها 4 معاهد وطنية متخصصة في التكوين المهني بخميس الخشنة، بوداوو، بني عمران ويسر، مركز للتكوين المهني بتيجلابين، مع إعطاء إشارة انطلاق إنجاز معهد لأساتذة التكوين المهني موجه لحاملي شهادة البكالوريا من طرف وزير القطاع محمد بدوي خلال زيارته الأخيرة للولاية.
الفلاحة، الصيد البحري، والسياحة..قطاعات استثمارية بامتياز
تتميز ولاية بومرداس بعدة خصائص طبيعية ومقومات اقتصادية هامة تنتظر الدعم والتجسيد الميداني من أبرزها قطاع الصيد البحري الذي يعتبر مصدر رزق لعشرات العائلات ببومرداس رغم وضعيته الحالية التي تستدعي اهتماما خاصا من قبل الحكومة، وهو ما تم بالفعل بتسجيل عدة عمليات جديدة لترقية القطاع منها مشروع لتوسعة ميناء زموري البحري مع إدماجه بالنشاط السياحي، دراسة لإنجاز ملجأ الصيد البحري بالقوس بدلس ومنطقة الزاوية باعفير، ومشروع لإنجاز ميناء الترفيه بالواجهة البحرية لبومرداس بالإضافة إلى مسمكة للبيع بالجملة في ميناء رأس جنات ودلس، كما شهد قطاع السياحة هو الآخر الذي يعتبر من القطاعات الحساسة التي تعول عليها الولاية كثيرا لترقية النشاط الاقتصادي تطورا، حيث يتم حاليا إنجاز 11 مشروعا سياحيا ما بين فندق ومراكز استقبال، مع استفادة ولاية بومرداس من 5 مشاريع سياحية جديدة لسنة 2014 من أصل 15 مشروعا كشفت عنهم وزارة السياحة مؤخرا، مع إمضاء اتفاقيات الشروع في انجاز مركب سياحي وفندق فخم لتدعيم هياكل الاستقبال الحالية، كما يشكل قطاع الفلاحة بالولاية أيضا قاطرة أساسية لانتعاش الاقتصاد المحلي خاصة بعد افتكاك الولاية للمراتب الأولى في إنتاج عنب الطاولة والخضراوات، في انتظار تفعيل مشروع تسليم عقود الامتياز للفلاحين وتشجيعهم على المزيد من النشاط.
الصحة، الأشغال العمومية، والنقل.. دعائم التنمية المحلية
يشهد قطاع الصحة بولاية بومرداس ديناميكية متواصلة من خلال الإعلان ـ مؤخرا ـ عن استفادة الولاية من مشروع لإنجاز مستشفى الولاية الذي يتسع لـ 240 سرير، حيث أسندت مهام انجازه للشركة الايطالية (سي، جي، اس) بغلاف مالي قدر بـ3.340 مليون دينار، وهذا بمنطقة الساحل، إضافة إلى مشروع ثان أكثر أهمية ويتعلق بإنجاز مدرسة التكوين في الشبه الطبي بقيمة 505 مليون دينار، ومشروع ثالث خاص بانجاز مستشفى الأمراض العقلية ببلدية بودواو بقيمة 1.136 مليار دينار، تضاف إلى المكتسبات الحالية في مجال الصحة خاصة منها مستشفى الثنية الذي جهز بأحدث التجهيزات الطبية مع تخصصات جد مطلوبة منها طب العيون، مصلحة الولادات والطفولة، كما يشهد قطاع الأشغال العمومية ـ أيضا ـ حركية كبيرة بانطلاق عدة مشاريع خلال هذه السنة ومواصلة إنجاز ازدواجية الطريق الوطني رقم 24 بين الصغيرات ببومرداس وبلدية رأس جنات على مسافة15 كلم، ازدواجية الطريق الوطني رقم 122 ببلدية أولاد موسى، مع إعطاء إشارة الدخول الفعلي للخدمة لنفق بوزقزة على مستوى الطريق السيار شرق غرب في شطره الرابط بين الاربعطاش والأخضرية، مقابل هذا دخل قطاع النقل هو الآخر مرحلة جديدة من حيث تجديد وعصرنة شبكة الطرقات، أهمها مشروع عصرنة الخط المكهرب للسكة الحديدية الرابط بين الثنية وبلدية أولاد عيسى بتيزي وزو على مسافة 54 كلم، الذي تعدت به نسبة الأشغال 45 بالمائة، مشروع ثان من المنتظر أن ينطلق قريبا يربط بين الثنية وبرج بوعريج، والثنية العفرون، إضافة إلى مشروع لإنجاز 9 محطات حضرية للمسافرين منها محطة النقل البري لبومرداس.
مياه الشرب، غاز المدينة..
من الأولويات
يشكل ملف مياه الشرب وغاز المدينة تحديات المرحلة المقبلة بالنسبة لولاية بومرداس، بالخصوص عبر عدد من البلديات والتجمعات السكانية النائية، وإن كانت أزمة مياه الشرب قد بدأت في الانفراج خاصة بعد دخول محطة تحلية مياه البحر لرأس جنات حيز الخدمة الفعلية بطاقة معالجة يومية تصل إلى 100 ألف متر مربع لتزويد بلدية اعفير بأقصى شرق بومرداس بمياه الشرب بعد سنوات من الحرمان، وهو ما تم بالفعل قبل حوالي شهرين، في انتظار تدعيم شبكة التوزيع الحالية عبر البلديات الشرقية كزموري، لقاطة، برج منايل، جنات، ودلس، مع وجود مشروع ثاني لتزويد سكان بلديات المناطق الجنوبية الشرقية للولاية بمياه الشرب كيسر، تيمزريت وشعبة العامر انطلاقا من هذه المحطة، كما تسعى السلطات المحلية لتجاوز العجز المسجل في شبكة الغاز الطبيعي التي لم تتعد حاليا نسبة 35 بالمائة، حيث تم لحد الآن ربط 24 مركز بلدية بشبكة الغاز مع تحديد الأولويات لتموين 8 بلديات و94 موقع سكني، سنة 2014، وعليه فانه من المنتظر أن تصل نسبة الربط حسب مصدر من مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز إلى حدود 60 بالمائة سنة 2015.
ويزور ولاية إليزي غدا
يقوم الوزير الأول، عبد المالك سلال، يوم غد بزيارة عمل وتفقد إلى ولاية إليزي، حسبما أفاد به، أمس، بيان لديوان الوزير الأول.
وأوضح ذات المصدر، أنه سيجري خلال هذه الزيارة التي تندرج في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بحث مدى تطبيق وتقدم المشاريع الاجتماعية والاقتصادية.
وسيترأس سلال، الذي سيكون مرفوقا بوفد وزاري هام، اجتماعا موسعا للمنتخبين وممثلي المجتمع المدني «في إطار حوار تفاعلي لتقييم مدى تقدم التنمية بهذه الولاية وتدارك النقائص».