الجزائر تجلي رعاياها من جمهورية إفريقيا الوسطى

قامت الجزائر، أمس، بترحيل الجزائريين المقيمين بجمهورية إفريقيا الوسطى، بسبب الاضطرابات التي يعيشها البلد الإفريقي.
وقد وصل هؤلاء إلى مطار الجزائر الدولي في حدود الساعة الثالثة زوال أمس، على متن طائرة تركية. وقد رصدت «الشعب» هذه الأجواء ، ونقلت تفاصيلها.
وصف أحد أفراد عائلة العرباوي المنحدرة من مدينة تڤرت، والتي تم إجلاؤها أمس من جمهورية إفريقيا الوسطى لـ»الشعب»، الوضع هناك بالكارثي. وأضاف الشاب، وهو في سن العشرين، الذي فضّل عدم الإفصاح عن إسمه، قبل أن يجهش بالبكاء، أن إستهداف الطائفة المسلمة، أصبح مشهدا يوميا في البلاد. وتدخل آخر قائلا: أنهم نجوا من موت محقّق قبل الفرار من مخيم المسلمين بقرب بانغي إلى العاصمة التشادية نجامينا، لتقوم السلطات بإجلائهم.
حلّ الجزائريون المقيمون بجمهورية إفريقيا الوسطى أمس، بالمطار الدولي «هواري بومدين، وكان في استقبالهم ممثلون عن وزارة الخارجية يتقدمهم الناطق الرسمي السيد بن علي شريف، وممثلون عن وزارة التضامن الوطني.
وبمجرد حلولهم بقاعة الوصول، تم تحويلهم إلى قاعة خصصت لاستقبال العائلة الجزائرية المكونة من ١٥ فردا والمقيمية ببانغي منذ مدة طويلة، كما يبدو، وهذا قبل أن تتحول يومياتهم إلى جحيم منذ شهر ديسمبر، أضاف أحد أفراد عائلة العرباوي، جرّاء التصفية العرقية التي تمارسها ميليشيات (الأنتي بالاكا) ضدّ الطائفة المسلمة.
إن الانطباع الأولي الذي ينتابك عند رؤية أفراد هذه العائلة، هو أنهم تحت الصدمة، التي يبدو وقعها عليهم كبيرا، وخاصة الأطفال السبعة، سيما الصغيرة (جميلة) التي اكتفت في البداية بشرب جرعة ماء. وارتسمت فيما بعد إبتسامة بريئة على وجهها، وكأنها استشعرت الأمان بعد أن حلّت بأرض الوطن.
إن العلامة الكاملة، تحسب لوزارتي الخارجية والتضامن، اللتين عملتا معا على إنجاز هذه المهمة الإنسانية، وهذا الواجب الوطني تجاه الجالية الجزائرية في الخارج.