يشتكي العديد من المسافرين ومستعملي حافلات النقل العمومي على خط معسكر – وهران، معسكر - المحمدية، من تهور الناقلين و إثارتهم الرعب في نفوس الركاب بفعل استعمالهم للسرعة المفرطة على الطريق الوطني رقم 6 والطريق الولائي 17 أ اللذين يشقان سلسلة جبال بني شقران ويتميزان بمنعرجاتهما الخطيرة، في الوقت الذي تصاعد فيه المعدل الوطني لحوادث المرور إلى منحنى غير معقول، خاصة بين مركبات وحافلات نقل المسافرين رغم سبل الردع والتحسيس.
عبر أحد الطلبة الجامعيين الذين يستعملون حافلات النقل الجماعي بين المحمدية و معسكر، أنه يخيّل إليه أنه في سباق للحافلات كلما تجاوزت الحافلة نقطة مراقبة عناصر الدرك لأمن الطرقات، حيث يرفع سائق الحافلة من السرعة وينطلق في مسيرة مليئة بالمخالفات والتجاوز الخطير، وأوضح المشتكي من هذه الظاهرة أن العديد من الطلبة صاروا يمتنعون عن ركوب حافلات الرعب خوفا على أرواحهم ويفضلون سبل النقل المجاني، فيصطف بعضهم عند مخرج مدينة معسكر نحو وهران في نهاية كل يوم بدل أن يعرضوا حياتهم للخطر.
نفس الظاهرة اشتكى منها الموظفون لاسيما النساء العاملات بمؤسسات أمنية في المحمدية، ويضطرون إلى استعمال حافلات الرعب في كل صباح، وقالت أحد العاملات بسلك العدالة في المحمدية أن حياة العشرات مهددة بخطر الموت، وأكثر ما يخيف ركاب حافلات «تويوتا» لنقل المسافرين هو السرعة التي يستعملها السائقون خاصة في المنعرجات المطلة على المنحدرات الوعرة، مؤكدة أن هؤلاء الناقلين يتعاملون مع بعضهم البعض عن طريق استعمال الغمازات الضوئية للمركبة لإعلام بعضهم البعض بوجود نقطة مراقبة أو سد أمني، داعية بحكم تجربتها اليومية مع هؤلاء السائقين المتهورين ودرايتها بسلوكاتهم الاحترازية إلى ايجاد حل للمشكل المطروح، من خلال اقتراح آلية قانونية تقضي بسحب رخصة النقل من الناقلين في حال مخالفات مرورية تشكل تهديدا على حياة المسافرين بدل الاكتفاء بسحب رخصة السياقة، إضافة إلى الدوريات المتحركة للدرك التي تجبر الناقلين المتهورين على التخفيف وتحديد سرعتهم، ومن ثمة تجنب أي كارثة يمكن أن تحدث على مستوى هذا الطريق الخطير.
من جهتها، تواصل مصالح مديرية النقل لولاية معسكر التنصل من مسؤولياتها اتجاه المواطنين المشتكين من تصرفات الناقلين الخواص، بحجة التشريع القانوني للقطاع الذي يكفل لها معاينة مخالفات الناقلين المتعلقة بالتذاكر ونظافة الحافلة واتجاهها، وهي على العموم مخالفات تكلف مرتكبيها سحب رخصة النقل لمدة 3 أشهر إلاّ في حالات العودة، أما باقي التصرفات اللامسؤولة للناقلين المتعلقة بالمناورات الخطيرة والاستعمال المفرط للسرعة فهي من اختصاص الجهات الأمنية التي تكتفي بدورها بسحب رخصة القيادة من سائق الحافلة، على حد تصريح لإطار مكلف بالحملات التحسيسية بقطاع النقل، الذي أكد أن العديد من المواطنين يشتكون من تجاوزات الناقلين الخواص، مشيرا بصريح العبارة أن ردعهم ليس من اختصاص مديرية النقل.