أحدثت الكلمة التي بعث بها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، العديد من ردود الفعل الوطنية تصب في خانة الاطمئنان على حالة الجزائر وثقتها في مواصلة برنامج إصلاحات وتجاوز حالة الشك والخوف التي حاول البعض الاستثمار فيها لإثارة البلبلة وزرع الشقاق في مؤسسات الجمهورية.
ذكّر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الداعين إلى الفتنة والفرقة، بتضحيات الجزائريين للوصول إلى ما نحن فيه من نعمة الاستقلال والأمن والاستقرار قائلا «إن هذا المقام الذي نحن بصدد استحضار أرواح شهدائنا فيه، يوجب علينا أن نذّكر بأن ما وضعوه بين أيدي الأمة، هو أمانة ثقيلة ومسؤولية جليلة تحتاج إلى من يزيدها قوة واكتمالا وليس إلى من يشيع فيها بلبلة وضلالا»
وقال الرئيس في سياق الرد على ما تم تداوله، إذا ما تم فهمه بأنه إختلاف وإتساع في مساحات الرأي التي يجب أن تكون رحمة، حسب القاضي الأول في البلاد، ورافدا لا غنى عنه في التجديد والإصلاح واقتحام معركة التغيير والتطوير.
وعبّر الرئيس في نفس الكلمة، عن أمله في خدمة الوطن من خلال التجاذبات الخاصة قائلا «إن ما نتمناه هو أن تقودنا اختلافات اختلافاتنا وتنوع مشاربنا إلى التوجهات الصحيحة النافعة في الوطن والحياة، وليس إلى ساحات الخصام والعداوة أو ما يضعف مناعتنا وقوة وطننا فتصبح فريسة سهلة ولقمة سائغة»
وتأسف بالمقابل، لاستغلال البعض لمآسي الجزائريين لإطلاق تصريحات تستهدف المؤسسة العسكرية موضحا «لقد رجعنا مواطنونا إلى ديارهم بعد دفن شهداء الطائرة التي تحطمت قرب أم البواقي، ومازالت الضجة الكبرى تتعالى في السماء، إذ هي تصريحات طائشة وغير متروّية أدلت بها شخصيات سامية عمومية تبعتها تعليقات من كل حدب وصوب، هيأت الفرصة لوسائل إعلامية محلية وأجنبية، نشر آراء وتخمينات تمس أو تكاد مجتمعة بوحدة الجيش الوطني الشعبي»، مضيفا «إن المتربصين من هم في الخفاء ومن هم في العلن، يستغلون هذا الوضع الذي لا خير يرجى منه، لمحاولة فرض أطروحة وجود صراع داخلي في الجيش الوطني الشعبي».
وعليه، فكلمة الرئيس، أمس، كانت جدّ مفهومة وواضحة لكل ما أثير مؤخرا من نقاشات، مؤكدا بأن الدولة قائمة وتسيّر شؤونها بتناغم، وإلا لما كان هذا الاستقرار الذي يحسبه البعض عبثا، إن ما حدث في الوطن العربي وتجاوز الجزائر لخطر منعرج لم يفرح له الكثيرون الذين لن يهدأ لهم بال حتى يعيدوا مشاهدة الدماء تسيل لإرضاء شهواتهم وتجسيد أماني الجهات التي تحركهم.
وثمّن الرئيس وعي الشعب الجزائري وردود فعله المتأتية مما تعلمه من سنوات الإرهاب والتخويف، والذي كان بالفعل حصانة ومناعة ضد كل محاولات إثارة البلبلة.