كشف الوجه القبيح للاستعمار الفرنسي

جزائريون أحرقوا أحياء.. وآخرون اختفوا قسرا

جمال أوكيلي

كشف أمس المجاهد صالح بن القبي خلال استضافته في «منبر ضيف الشعب» الوجه القبيح للاستعمار الفرنسي في الجزائر،، مستدلا بشهادات حية عن اقدام قوات الاحتلال على حرق جزائريين وهم احياء مثلما حدث مع مجاهد من دلس اضطر «اخوانه» اخفاءه في مايعرف «بالنادر» نظرا لعدم قدرته على مواصلة الطريق معهم.. وعندما عثرت عليه كلابهم،، لم يكلفوا عناء انفسهم القاء القبض عليه،، وانما احرقوه حيا.

هي عينة من عينات همجية الاستعمار الفرنسي في هذا البلد،، تسمح على باقي المناطق الجزائرية التي كانت ترزح تحت هذا النظام الكولونيالي الوحشي الذي تجاوز حدود الانسانية، شعاره كان ابادة هذا الشعب عن آخره،، وهذا ماحصل عندما تستمع الى ماء اورده المجاهد صالح بن القبي.
شعوره بهذه الحرقة النضالية في مقاومة الاستعمار فتحت امام المجاهد صالح ذكريات ثورية في كل مرة يستحضرها للاستشهاد بها،، وفي كل مرة يذهب الى دقائق الاحداث بكل تفاصيلها التي قد لاتخطر على بال احد،، وهو يرويها كأنه عاشها بالامس،، في حين ان عمرها تجاوز النصف قرن،، لكنها مليئة بالعبر،، وزاخرة بالمواقف الرجولية النادرة.
في خلال ساعتين من الزمن تحدث بن القبي عن نضال شعب باكمله شغله الشاغل كان تحريرا لوطن واستعادة السيادة السلبية،، لم يكن تهمه سوى طرد هذا المحتل بعساكره المترحشين ومعمارية الغلاة،، الذين رفضوا مغادرة هذه الارض الطيبة،، ولم يفع الامر لكل هذا وذاك الا بمخاطبته باللغة التي يفهمها،، والتي اجبرته على المطالبة بالتفاوض.
ولم يكتف المجاهد صالح بهذا،، وانما اراد ابلاغ رسائل قوية للاجيال،، على ان الثورة لم تأت من العدم بل هي سلسلة متتالية من نضالات الشعب الجزائري،، منذ ان وطأت اقدام الاحتلال ربوع هذا البلد،، اشعل فتيلها المجاهد الشيخ محي الدين والد الامير عبد القادر،، الذي هز الارض من تحت اقدام عساكر فرنسا،، ولقنهم دروسا لاتنسى،، ثم استكمل المشوار ابنه الامير عبد القادر لمدة ١٧ سنة،، وهو يطارد الجيوش الجرارة لقادة فرنسا،، ناهيك عما قام به الجزائريون الاخرون من بوعمامة، المقراني، الشيخ الحداد، فاطمة انسومو، الشيخ آمود، بوبغلة،، هذه الصور من الكفاح تبين روح المقاومة لدى الجزائريين في ملاحقة الاستعمار من سنة ١٨٣٠ الى غاية ١٩٦٢،، مقدما اروع الأمثلة في التضحية والفداء.
وركز بن القبي من منبر «ضيف الشعب» كثيرا على مقاومة الشعب الجزائري،، ومميزاته المثيرة،، وخصائصه الفريدة،، في الصبر والثبات،، وتقديم النفس والنفيس من اجل استرجاع السيادة الوطنية،، وقدرته الفائقة على مفاوضة الآخر،، وهذا ماحصل في اول اتصال الذي كان سنة ١٩٥٦،، حضره المرحوم محمد الصديق بن يحي،، الذي طالب الجانب الفرنسي بالكشف عن نظرته «للخريطة الجزائرية»،، هنا وقف الفرنسيون مثل هشين لهذا الامر،، وعندما طرحوا الامر على قادتهم قالوا لهم «ان فرنسا مستعدة للتضحية بأخر مواطنيها من اجل الاحتفاظ بالجزائر»،، هذه الصورة تبين بأن الجزائريين كانوا يؤمنون ايمانا قاطعا باستقلال بلدهم،، مستعملين كل الاساليب العسكرية، والسياسية لتحرير الوطن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024