متاعب الغربة لن تثنيهم على متابعة أخبار الأهل والديار

مراسلتنا: ز.بسمة

شد بي الرحال إلى كندا: البلد الذي تفصله مسافة 8 آلاف كلم عن الجزائر حيث يقطن تقريبا 100 ألف جزائري لمعرفة كيف تعيش جاليتنا أجواء تحضيرات الانتخابات الرئاسية.

رغم الحياة اليومية المكثفة، التي تعيشها الجالية الجزائرية بأقصى الأطلسي، يترقب كل فرد منها ويتابع ما يجري في البلد الأم ولا سيما ما يتعلق بتحضيرات موعد 17 أفريل 2014. كل التفاصيل مع هذه الشهادات التي تنقلها «الشعب» من كندا البعيدة القريبة.
عبد اللطيف غ.دكتور في الإعلام الآلي، مدير شركة ألمانية كان أول من التقيت به، له حياة يومية مكثفة من التزامات عمل ومسؤولية كبيرة، الشيء الذي يجعله يبدأ نهاره على الساعة السادسة صباحا لينتهي في منتصف الليل.
رغم كل هذا ومسؤوليته العائلية، إلا أن له برنامجه الخاص الذي يساعده لمتابعة ما يجري بالجزائر عامة، وما يتعلق بالانتخابات الرئاسية خاصة. قال عبد اللطيف: «كل يوم بعد العشاء وبعد مساعدة أبنائي في دراستهم، الجأ من جديد للكمبيوتر لأطالع الصحف الجزائرية على الأنترنيت دون نسيان قراءة مواقع الانترنيت لصحف إلكترونية.
عبد اللطيف يتابع يوميا أخبار الديار والأهل معتمدا على التكنولوجيا الحديثة، التي تساعده كثيرا لمعرفة ومتابعة ما يحدث في الجزائر التي غادرها منذ 34 سنة.
من منزل عبد اللطيف الجميل الذي يقع في حي راق بمنتريال، انتقلت لصالون الحلاقة والتجميل «يولماز» الموجود بـ»بوبيان الشرقي» التجمع العمراني الذي يسكنه الكثير من الجزائريين.
«يولماز» الذي أصبح موقع لقاء النساء الجزائريات اللواتي يمثلن 95% من زبونات السيدة عائشة الحلاقة الماهرة، بنت وهران والمقيمة بكندا منذ 20 سنة.
طبيبات، مهندسات وماكثات في البيت كلهن يخضن في حديث جد شيق. المختارية مؤيدة لعهدة رابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة التي تقول انه اعطى ديناميكية للبلاد واعادها إلى الواجهة بفضل سياسة المصالحة الوطنية. أمينة من عنابة مساندة للمرشح علي بن فليس مثلما تقول مع أنها ليست لها أية فكرة عن برنامجه وأخريات يساندن من هو يخدم الجزائر أولا. أما حسيبة تقول أنه ليس من السهل أن تفهم ما يحدث بالضبط لأنها لم يكن لها الحظ مشاهدة قنوات التلفزيون الجزائري إلا هذه السنة، غاصت اخريات في الحديث عن مترشحين مؤكدة على وضع الجزائر فوق كل اعتبار. الخلاف والاختلاف من سمة الديمقراطية لكن لا يجب ان ينسانا الوطن في ظرف جيو سياسي دولي مضطرب.
فجأة تخرج عائشة من صمتها قائلة: «أمنيتها الأولى تبقى أن تحيا الجزائر حرة ديمقراطية كونها أمنا جميعا.»
ملاحظة حسيبة جعلت صالون عائشة يتحول إلى منبر سياسي، كل واحدة تدلي برأيها الخاص مقتنعة أنها على حق.
من دردشة الحسناوات الجزائريات بصالون «يولماز» انتقلت لمكان معروف لدى الجالية الجزائرية المقيمة بمونتريال ألا وهو مقهى «السفير» الموجود بحي لقب «بالمغرب الصغير» من طرف السلطات المحلية لمدينة مونتريال كونه مقر العديد من التجار الجزائريين والمغاربة وأيضا التونسيين.
لكن بما أن أغلبيته جزائريون جعل هذا الحي يشبه كثيرا حي بلوزداد الشهير بحركة وحيوية الشباب الجزائري كونه نقطة لقاء العديد منهم.
بوعلام بدون عمل، عبد الخالق جزار، المكي ميكانيكي السيارات وعمر مهندس لكن يشتغل كسائق سيارة الأجرة.
الكل جالس حول طاولة، يتجاذبون أطراف الحديث و كأنهم متواجدون في اجتماع بمقر حزب سياسي بالجزائر، كونهم بدون التزامات كبيرة ما جعلهم يتابعون وبكل دقة كل ما يحدث بالجزائر.
يتأسف عمر عما حدث بغرداية داعيا الله أن يطفأ نار الفتنة قائلا أنه لم ينس ولن ينسى أبدا ما عاشه في التسعينات بالجزائر، الشيء الذي جعله يعيش بكندا منذ 17 سنة. الذي لا يعرف كندا ولا الكنديين يظن أن الشعب الكندي لديه ثقافة سياسية كبيرة وبالأخص سياسة بلدهم.
لكن الحقيقة التي لا يكاد يصدقها الذي لا يعرف هذا البلد، هي أن الجزائريين المقيمين هنا سواء كانوا باحثين جامعيين، أطباء أو عمال بسطاء كلهم لديهم نضجا سياسيا يفوق العادة «الأمريكية»، من ماكثة البيت إلى الباحثة العلمية، الكل له رأيه الخاص.
الملاحظة الكبيرة أن الكل يحترم رأي الآخر رغم أنني لاحظت جدالا سياسيا كبيرا بين هذا وذاك، الشيء الذي جعلني أتساءل: هل كل من عبد اللطيف وعمر وأمينة تعلموا سمة احترام الآخر هنا في كندا أم هم من مدرسة أخرى؟
الشيء الجميل الذي لفت انتباهي وبشدة وبالرغم من مسؤوليات والتزامات الجميع، أن الكل وبدون استثناء يقولون أنهم سوف يعملوا كل ما بوسعهم لأداء واجبهم الانتخابي بقنصلية الجزائر يوم 17 أفريل 2014 كونهم جزائريين أولا وقبل كل شيء.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024