أكد أمس المؤرخ والأستاذ الجامعي مديني بشير تراجع عدد العمليات العسكرية خلال ثورة التحرير، بعد زرع المستعمر للخطوط الملغمة على غرار خطي شال وموريس ليبلغ معدلها 3 عمليات خلال الليلة الواحدة ما يعادل 240 محاولة في ظرف 4 أشهر، إلا أن هذه الأرقام ليست على يقين قاطع سيما و أنها مقدمة من جهات فرنسية ربما تهدف إلى العمل الدعائي ليس إلا.
قدم مديني بشير في مداخلته المقتضبة بمنتدى جريدة «المجاهد» عدد الشهداء الذي سقطوا ضحايا الخطوط المكهربة، ففي10 فيفري 1957 سقط 30 شهيدا، لتعرف الفترة الممتدة بين جانفي وفيفري «35 محاولة للعبور» عبر الحدود الملغمة لجلب الأسلحة وتدعيم الثورة التي اهتمت بالأمر بعد مجازر 8 ماي.
وفي ذات السياق، ذكر ذات المتحدث خلال ندوة سلط الضوء فيها على «الشهداء دون قبور» بأن الشهيد «بن يوسف بن خدة» اعترف بجلب الجزائر للأسلحة من تونس والمغرب منذ مدة وأول «قطع سلاح « أتتنا في 1947 وكانت تقدر بـ «303 رشاش» أما الدفعة الثانية فوصلت «33 قطعة سلاح» إلا أنها لم تكن تفي للقيام بعمليات كبرى آنذاك.
وقال مديني أن الثوار لم يتوقفوا عن جلب الأسلحة، ما نتج عنه زيادة في عدد الضربات الموجهة لفرنسا الأمر الذي أجبرها على وضع الخطين المتوازيين على الحدود الجزائرية «شال وموريس» متربعة بذلك على مساحة 460 كلم شرقا و700 كلم غربا، مفيدا بأن الخطين لم يكونا مكهربين فقط بل مدججين بالألغام التي لا يوجد لها مثيل سيما وأنها ذات طاقة كهربائية تتراوح ما بين 6 آلاف و1 و300 كيلو واط.
و أضاف ضيف منتدى المجاهد في عجالة قائلا «إلى جانب الألغام سخرت القوات الفرنسية آنذاك 140 ألف جندي في الحدود الغربية و 50 ألف أخرى لمراقبة هذه الخطوط وهم من النخبة، منوها بعبقرية الشهداء والمجاهدين الذين صنعوا أدوات للمرور وفي مقدمتها المقص المطاطي الذي أثار استياء السلطات الفرنسية.
وتخلل الندوة العديد من الشهادات الحية التي بينت مجهودات الثوار والأخطار المتحملة في ظل قلة الإمكانيات قصد جلب الأسلحة من الدول المجاورة، وطريقة عمل الكتائب التي استشهد أغلبية عناصرها جراء خطي شال و موريس.
المؤرخ مديني بشير:
الخطوط الملغمة لم تثن من عزيمة الثوار في نيل الاستقلال
جيهان يوسفي
شوهد:361 مرة