رصدت جريدة »الشعب« لدى زيارتها لمسقط رأس الرئيس الراحل، الحب الكبير الذي يكنه أبناء المنطقة لهذا الرجل العظيم الذي خدم البلاد بكل تفان ونية خالصة دون أن يرجى جزاء ولا شكورا، ما يفسر حزنهم الشديد عليه.
إلى جانب ذلك، عايشنا عن قرب بساطة سكان قرية السبعة وتواضعهم ورضاهم بالحالة المعيشية رغم افتقارهم للمرافق العمومية، والتهيئة لطرقاتهم. وهذا ما يؤكد أن الفقيد لم يفضل قريته عن بقية المناطق الأخرى، فكان أبا لكل الجزائريين.عندما توجهنا إلى مسقط رأس المرحوم الشاذلي بن جديد، استقبلنا أقاربه بكل حفاوة وكرم وهذا ليس بغريب عن أهل ولاية الطارف المعروفين بالجود وإكرام الضيف الذي يزورهم مهما كانت صفته. بالرغم من الفاجعة التي ألمت بهم، فكل من التقى بالفقيد يتذكر سوى الذكريات الجميلة التي تركها أب الديمقراطية، كلما زار قرية السبعة ويحكيها لنا.
وروى لنا فيصل بن جديد، حسب ما قاله له أحد المجاهدين المدعو العاقل رحمه الله، أن الشاذلي نظم المجاهدين إبان الثورة التحريرية ومنعهم من الضغط على السكان الذين قهرهم بطش الاستعمار الفرنسي الذي يعاقبهم بسبب إطعام المجاهدين. مضيفا بأن المرحوم قال لأحد المناضلين الذي تصرف بعنف مع أحد سكان المنطقة: »بهذه الطريقة لن تنجح الثورة، فكفوا أيديكم عن الناس البسطاء«.
من جهتها تدخلت سعيدة بن جديد لترينا علبة أقلام الحبر تحتفظ بها كتذكار من الرئيس الراحل الذي منحه لأحد أقاربها، قائلة في تصريح لـ»الشعب«: »من كثرة حبي لهذا الرجل العظيم احتفظت بهذه الأقلام كذكرى«، مضيفة بضحكتها البريئة: »أن هذه الأقلام فأل خير على أحد أقاربي الذي منحته إياها، في نيل شهادة البكالوريا، ولهذا فقد قررت إعطاء الأقلام لكل من يجتاز شهادة البكالوريا من أبناء القرية«.
وبالمقابل، قادنا المعلم بوناصري عبد الوهاب بابتدائية الشهيد حمدان بن جديد إلى الأماكن التي كان يرغب الفقيد الشاذلي بن جديد الجلوس فيها، كونه يجد راحة بها ويستذكر سنوات طفولته ونضاله مع رفقاء السلاح. وقد أصبح متعلقا بتلك الأماكن ويزورها كلما نزل بقرية السبعة.
وحسب عبد الوهاب، فإن الراحل كان يحب حياة البساطة ويجلس في الحشيش مع أصدقائه وشباب القرية ويبعد حراسه عنه، كلما دخل القرية لرفع الحرج عنه وترك الأمور تسير بعفوية.
غادرنا قرية السبعة تحت إلحاح أقارب الفقيد الشاذلي بن جديد، بالبقاء وتناول وجبة الغذاء، طالبين منا تكرار الزيارة.
ويذكر أن بيت الراحل بالطارف، قد شرع في استقبال المعزين في قرية السبعة ببلدية برحان، بحضور السلطات المحلية للبلدية ورفقاء الفقيد من الأسرة الثورية. وكذا أقاربه حسب ما أكده لنا ابن عمه فيصل بن جديد الذي إلتقيناه بالقرية، وهذا بناءا على تعليمات من رئيس الدائرة، حيث ينتظر حضور أشقاء المرحوم وأولاده.
“الشعب”تنقل مراسم العزاء ببيت عائلة بن جديد ببرحان بالطارف
البساطة الوجه الآخر لحياة الرئيس الراحل
مبعوثة »الشعب« إلى الطارف: سهام بوعموشة
شوهد:1222 مرة