شكلت العلاقات التاريخية والسياسية التي تربط الجزائر وكوبا محور المحادثات التي جرت امس بين رئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب، وسفيرة كوبا بالجزائر، كلارا ماغاريتا بوليدو، حسب ما أفاد به بيان للمجلس.
واوضح ذات المصدر ان رئيس المجلس الشعبي الوطني أكد خلال هذا اللقاء «حرص الجزائر على الارتقاء بالعلاقات الثنائية القوية إلى مستوى تعاون مثمر يخدم جهود البلدين»، مشيرا إلى «التعامل المتميز بين البلدين في مجال التربية والتعليم العالي والثقافة والتكوين المهني، وخاصة في مجالي الصحة والرياضة».واغتنم بوشارب —حسب ذات المصدر — «الفرصة لتهنئة جمهورية كوبا شعبا وحكومة بمناسبة الذكرى الستين لاندلاع الثورة»، مذكرا في السياق نفسه بالدور الذي لعبته كوبا في مساندتها للجزائر إبان ثورة التحرير وبمساهمة ودفاع الجزائر عن فك الحصار على كوبا والذي تجاوز الخمسين عاما.
وقدم رئيس المجلس بالمناسبة لمحة عن التشكيلة السياسية الجديدة للمجلس الشعبي الوطني في عهدته البرلمانية الثامنة بما في ذلك التمثيل النسوي، حيث تطرق إلى»الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي باشرتها الجزائر تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة»، مشيدا بـ«حكمته التي استعادت الجزائر بفضلها عوامل الاستقرار والأمن في مختلف ربوعها».
وتطرق بوشارب أيضا الى «تجربة الجزائر في المصالحة الوطنية التي أرست دعائم السلم والاستقرار حتى أضحت نموذجا يحتذى به»، مشددا في ذات الوقت على»ضرورة تنسيق الجهود والتعاون الدولي في مكافحة الارهاب والجرائم المنظمة والعابرة للحدود وباحترام الاتفاقيات الاممية في الموضوع».
كما دعا بوشارب إلى دعم القضايا العادلة في العالم، معبّرا عن «ارتياحه لتوافق الرؤى بين البلدين حولها».
وجدد في نفس الوقت «التزام الجزائر الدائم بالعمل وفق قرارات الأمم المتحدة، كونها تتفق مع المبادئ الثابتة لسياستها الخارجية المبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان وانتهاج الحوار والحل السياسي السلمي في حل النزاعات».
وفي نفس السياق، شدد رئيس المجلس على أهمية «دعم الشعوب المكافحة من أجل استقلالها وتقرير مصيرها، على غرار الشعبين الفلسطيني والصحراوي».
من جهتها، اعربت سفيرة كوبا عن «رغبة بلادها في تطوير وتنمية التعاون الثنائي ليشمل مجالات اقتصادية جديدة»، مجددة «ارتياحها للمجهودات المبذولة لترقية التعاون الثنائي بين البلدين».
وأشادت بنفس المناسبة «بما حققته الجزائر من تطور مكنها من ولوج آفاق اقتصادية واعدة وبالدور الذي تلعبه على المستوىين القاري والدولي من خلال دعم الحلول السياسية والسلمية في معالجة القضايا العادلة، خصوصا قضية الصحراء الغربية».
كما شددت على «ضرورة تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين ليرتقي إلى مستوى الإرادة السياسية المعبر عنها من طرف قيادتي البلدين»، داعية إلى «تكثيف المبادلات والزيارات بين المؤسستين التشريعيتين بالنظر إلى أهمية الدور الذي يمكن للبرلمانيين أن يلعبوه في توطيد أواصر الأخوة والصداقة بين الشعبين الجزائري والكوبي».