أجمع أقارب المرحوم ـ الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد ـ على أن الفقيد كان يتمتع باخلاق رفيعة ومحبا لكل الناس الكبير والصغير ودون التفريق بين الانسان البسيط أو الغني، ويعطف عليهم كما كان يزور مسقط رأسه السبعة التابعة لبلدية برحان سنويا ويجلس بين مواطني الحي مشيرين الى أن ما يعاب عن المرحوم بن جديد هو عدم الإهتمام بتنمية منطقته، وإنشاء مشاريع للشباب.
وصلنا الى منطقة السبعة على الساعة الثانية بعد الزوال، حيث لاحظنا خلو حي السبعة من المواطنين الذين انتقل الكثير منهم الى العاصمة لحضور جنازة الرئيس الراحل من بينهم أبناء عمومته، وكان أول من التقينا به قدور بن جديد تاجر ذو الـ٤١ سنة، ووالده ابن عم الرئيس المرحوم، حيث أشاد بخصال الفقيد الشاذلي بن جديد قائلا أنه كان انسانا متواضعا، عادلا ويتناول الشاي مع أبناء الحي والتاريخ يشهد له.كما كان يتردد على المنطقة لزيارة قبر والده واشقائه خاصة بعد وفاة أخيه العقيد عبد المالك الذي كان يحبه كثيرا.
وأضاف قدور في حديث لـ«الشعب» أن خبر وفاة الشاذلي نزل عليهم كالصاعقة ولم يتوقع أن يصاب بالمرض الخبيث ويموت، وقال ايضا أن ما يؤلمه هو تهميش الرئيس الراحل عندما كان حيا ونعته بصفات بذيئة، وهو رجل ثوري خدم البلاد ولم ينهض بتنمية مسقط رأسه، وعن أخر مرة زار فيها المرحوم قريته قال أنها كانت في مارس ٢٠١٢ .
من جهتها استعرضت والدة قدور الحاجة فطيمة بن جديد، جانبا من حياة الراحل الرئيس الأسبق للجزائر مفيدة أنه التحق بالثورة وهو في سن العشرين وعند الاستقلال قام بناء قصربالمدينة ، ثم انتقل الى عنابة رفقة زوجته الأولى السيدة كلثوم، بعدها ذهب إلى تونس ليعود الى الجزائر ويتزوج للمرة الثانية السيدة حليمة.
ووصفت الحاجة فطيمة الفقيد بأب الزوالية، كونه كان ينفق على الناس البسطاء ولم يبخل عنهم كلما سمحت له الفرصة لزيارة مسقط رأسه بحي السبعة. خاصة الأطفال الصغار، مضيفة في حديثها لنا أنها بكت حين سماعها خبر وفاة الشاذلي بن جديد، الي تحبه كثيرا لخصاله الطيبة ومعاملته التي تتسم بالحنان والتواضع مع سكان منطقته.
وخلال حديثها معنا، التحقت معلمات بمدرسة الشهيد «حمدان بن جديد السبع»، عندما سمعن بمجيئ مندوبة «الشعب»، وصدفة كلهن من عائلة بن جديد أي من أبناء عمومته، وهذا ما يفسر حسبهم تواجد عائلة المرحوم في حي السبعة، والبعض الآخر انتقل الى عنابة.
قالت صباح بن جديد ابنة المرحوم محمد الطاهر بن جديد ـ المدعو القروم ـ أعز أصدقاء الفقيد، أن هذا الأخير كان يأتي في زيارات أخوية الى المنطقة سنويا، ويزور قبر والديه، وحديقة طونقة بأم الطبول لممارسة هوايته المفضلة وهي الصيد، مؤكدة أنه كان رجلا عطوفا ـ وعلى حد قولها ـ يشتري الخبز لتلاميذ المدرسة الذين يفرحون لصنيعه.
نفس الأمر أكدته سعيدة بن جديد وزهية والمعلم عبد الوهاب بوناصري، الذي لم يبخل علينا في تقديم معلومات، وتنقل معنا الى منزل أقارب المرحوم. وكذا فيصل بن جديد شقيق صباح الذي قال لنا أن الشاذلي أكثر زياراته الى المنطقة عندما توفي شقيقه عبد المالك، وكان يزور شركة الكهرباء الذي ساهم في إنشاء المشروع ، مضيفا بأنه تأثر وأجهش بالبكاء عندما سمع بخبر وفاة الرئيس الراحل، وبقي يحتفظ بذكرى عن الفقيد، حين كان صغيرا قائلا: «عندما جاء الى المنطقة سلمت عليه وقلت له أنني ابن القروم وهو يقرئك السلام وهو مريض، لأن والدي كان أعز أصدقائه».
«الشعب» في مسقط رأس الرئيس الراحل
سكان قرية السبعة بالطارف يروون حقائق عن بن جديد
مبعوثة «الشعب» إلى الطارف: سهام بوعموشة
شوهد:939 مرة