أفردت الصحف والمواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية العربية، حيزا هاما لوفاة رئيس الجمهورية الأسبق، الشاذلي بن جديد، الذي وافته المنية أمس الأول عن عمر يناهز ٨٣ سنة، تطرقت فيها إلى مساره كمجاهد ولدوره إبان الثورة التحريرية وكذا فترة رئاسته للدولة الجزائرية، وتقاطعت في التأكيد بأنه أب الديمقراطية في الجزائر بعد إصداره دستور ١٩٨٩ الذي أقر التعددية السياسية والإعلامية وتحرير الاقتصاد.
توقفت الصحف العربية والقنوات الفضائية عند وفاة ثالث رئيس للجمهورية الجزائرية، بعد الرئيسين الراحلين أحمد بن بلة وهواري بومدين. وتطرقت إلى مسيرته ليس كرئيس للدولة الجزائرية فقط، وإنما أيضا الفترة التي سبقتها وتحديدا إبان الثورة التحريرية وكذا غداة الاستقلال الذي تحتفل الجزائر بخمسين سنة كاملة عن استرجاع السيادة الوطنية.
البيان الإمارتية:
الشاذلي وراء تعزيز الحريات
وعلاوة على السيرة الذاتية، أوردت صحيفة «البيان» الإماراتية تفاصيل تتعلق بحياته منها فترة الثورة المجيدة وجاء في المقال الذي تناول الخبر «عمل في شبابه في شركة متخصصة في صناعة التبغ، قبل أن يلتحق بداية ١٩٥٥ بالثورة التحريرية.. تم تعيينه مسؤول ناحية في القاعدة الشرقية، ثم نائبا لمنطقة العمليات الشمالية».
كما تطرقت «البيان» إلى فترة وصوله إلى سدة الحكم في ١٩٧٩ إلى غاية ١٩٩٢، والى الزيارة التي قادته إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتي أسست حسبها لـ«عهد جديد في علاقات الدولتين»، و«إطلاق حريات سياسية وإعلامية واقتصادية غير مسبوقة، بعد إقدامه على ما وصفته بـ«أخطر مغامرة منذ توليه الحكم في إشارة إلى إصدار دستور فيفري ١٩٨٩».
''بي.بي.سي'':
كان وراء التعددية الحزبية
من جهتها نشرت قناة الـ''بي بي سي'' الخبر، نقلا عن وكالة الأنباء الجزائرية، وأشارت إلى إضفاء «طابع ديمقراطي نسبي على مؤسسات الدولة الجزائرية، لاسيما مع تبني دستور تعددي في فيفري ١٩٨٩ والتخلي عن رئاسة الحزب الواحد»، من جهته تناول موقع «العربية.نت» الموضوع وعنونه برحيل أب الديمقراطية في الجزائر، ولفت كاتبه إلى أن «رحيل الشاذلي بن جديد يتزامن مع مرور ٢٤ سنة كاملة عن أحداث الخامس أكتوبر ١٩٨٨ التي كان خلالها بن جديد في آخر ثلاث سنوات من حكمه الذي بدأه في ١٩٧٩».
''سي أن أن'':
مثل للمناضل الحزبي الناجح
وأشار موقع «سي أن أن» إلى المرحلة التي انعقد خلالها «المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني»، والى «ترشيحه للاضطلاع بمهام أمين عام للحزب» ثم «الترشح للرئاسة».
وذهب موقع «الجزيرة» في نفس الاتجاه، بتأكيده أن الراحل أشرف على «دستور جديد فتح العمل الحزبي في الجزائر بعد ٢٦ سنة من حكم الحزب الواحد»، كما أوضح بأن وفاته تأتي «قبل أسابيع قليلة من نشر مذكراته التي يتوقع أن تطرح في الأسواق في الأول من الشهر القادم في الذكرى ٥٨ للثورة الجزائرية».