وفاة المفكر الاقتصادي المصري سمير أمين عن عمر يناهز 87 عاما

الشعب / واج

توفي المفكر الاقتصادي المصري سمير أمين مساء  أمس الأحد بالعاصمة الفرنسية باريس, عن عمر يناهز 87 عاما حسبما أعلنه بيان  صدر عن الرئيس السنغالي ماكي سال .

و جاء في بيان الرئيس السنغالي الذي نشر في حسابه على تويتر " فقد الفكر  الاقتصادي المعاصر أحد أبرز وجوهه " , مقدما  تعازيه الخالصة باسمه و كل الأمة  بوفاة هذه الشخصية التي "كرست كل حياتها  للدفاع عن كرامة  الافارقة و القضايا  العادلة و الشعوب المستضعفة ".

و توفي سمير أمين بعد فترة قصيرة من فقدانه للذاكرة بسبب ورم في المخ سبب له  معاناة صحية حسبما كتب المفكر الاقتصادي السنغالي شريف ساليف ساي في حسابه على  موقع التواصل الاجتماعي " لينكدال", مضيفا ان "العالم فقد مفكرا كبيرا و  مناضلا  بارزا في القضايا العادلة".

و قال ساليف ساي أن الفقيد كان قد نقل الى أحد المستشفيات في باريس يوم 31  يوليو الماضي.

ويعتبر أمين الذي كان يقيم قبل وفاته بالعاصمة السنغالية داكار,  من أبرز  دارسي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في العالم,  و منظر العلاقات شمال-جنوب  , الماركسية  و الماوية و مناهض شرس  للعولمة .

وبرز الفقيد  على ساحة الفكر التنموي والاقتصادي منذ ما يقرب من نصف قرني  وله كثير من الكتب معظمها بالفرنسية والعديد من الدراسات والتقارير كما يعد  واحدا من أبرز المدافعين عن حق المجتمعات في التطور.

وولد سمير أمين و هو من أب مصري و أم فرنسية  في 3 سبتمبر 1931 و يعتبر من  القامات الكبيرة في الفكر الاقتصادي , وأحد أهم أعلام مدرسة التبعية كما أنه من أهم مؤسسي نظرية المنظومات العالمية و يعتبره الكثيرين أيضا من  اعلام  الماركسية الجديدة  له مؤلفات حول الاشتراكية و المجتمعات المدنية و التنمية  في افريقيا و الوطن العربي.

ونشأ سمير أمين وقضى فترة طفولته في بورسعيد وحصل على شهادة الثانوية عام  1947 من إحدى المدارس الفرنسية وبعدها غادر إلى باريس ليدرس فيها من 1947 إلى  1957 حيث حصل في عام 1952 على شهادة  في العلوم السياسية قبل أن يحصل على  شهادة التخرج في الإحصاء 1956 ثم الاقتصاد 1957 ويعود إلى مصر حاملا شهادة  الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة السوربون.

و عمل أمين منصب مستشار اقتصادي في مالي وجمهورية الكونغو ومدغشقر وغيرها من  الدول الإفريقية كما عين مديرا لمعهد الأمم المتحدة للتخطيط الاقتصادي بداكار  لعشر سنوات طوال فترة السبعينيات.

وشارك الراحل أثناء مسيرته المهنية في تأسيس منظمات بحثية وعلمية إفريقية مثل المجلس الإفريقي لتنمية البحوث الاجتماعية والاقتصادية (كوديسريا) ومنتدى  العالم الثالث والذي كان يترأسه حاليا.

وقدم أمين مجموعة من القراءات لعدد من القضايا الأساسية مثل العلاقة بين  المركز والأطراف والتبيعة والعوالم الأربعة ومحاولة لتجديد القراءة المادية  التاريخية وأنماط الإنتاج.

واشتهر المفكر الراحل بالعديد من المؤلفات أبرزها "دراسة في التيارات النقدية  والمالية في مصر" عام 1957 و"معهد البحوث والدراسات العربية والتراكم على  الصعيد العالمي" والأمة العربية "القومية وصراع الطبقات" و"الطبقة والأمة في  التاريخ وفي المرحلة الإمبريالية".

للتذكير شارك الفقيد في المنتدى الذي نظمته وكالة الانباء الجزائرية (وأج) في  يوليو  2012 حول فكر فرانس فانون (50 سنة من بعد) و يحمل عنوان " روح فانون"   وكانت مداخلته حينها حول فانون قوية استقطبت اهتمام كل الحاضرين.

وكان الفقيد الذي شغل ايضا استاذ محاضر في جامعة الشيخ انتا ديوي بداكار قد  سخر مكتبته الشخصية الثرية بعناوين كثيرة حول التنمية الاقتصادية و الاجتماعية  في افريقيا  لفائدة الطلبة الافارقة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024