استفادت ولاية تلمسان خلال الآونة الاخيرة من تساقطات مطرية كثيفة من شأنها ان تعود بالفائدة على الفلاحين بالمنطقة ما مكن من ضمان موسم ناجح، حيث اشار ممثل الفلاحين بمغنية السيد بوحسون إلى أن هذه السنة عرفت تطورا لم يسبق له مثيل جاءت في آوانها، خاصة بالنسبة للامطار التي رفعت منسوب مياه السدود إلى 100 بالمائة، الامر الذي أكدته مديرية الري ما يضمن احتياطي هام من المياه. من جانب آخر عادت الاودية الى الجريان حتى بالمناطق الجنوبية على غرار وادي غار بومعزة، وهو ما شجع الفلاحين للعودة الى الارض ومباشرة الحرث لزراعة الخضر الموسمية.
هذا واشارت المعطيات الاولية التي استقيناها من الفلاحين والقائمين على القطاع بالولاية، الى أن هذا العام سيكون فال خير على الفلاحين خصوصا وانه تزامن مع رفع المساحة المستغلة بالولاية في قطاع الفلاحة، والتي تقدر حاليا بـ ٢٨٥ . ٣٥٠ هكتار من أصل ٣٠١ . ٥٣٧ هكتار صالحة للزراعة. هذا وقد سمحت هذه التساقطات المطرية بتفعيل نشاط المستثمرات الفلاحية ٤١٤ . ٤٢ الموزعة على تراب الولاية المقدر بـ ٧٦٩ . ٩٠١ هكتار بما فيها المستثمرات النموذجية 8، الامر الذي ساهم في رفع معدل النمو بالولاية والذي تحتل تلمسان فيه المستوى 15 وطنيا بنسبة تقدر بـ ٠٦ . ١٣ بالمائة. ومن المنتظر رفع قدرة الانتاج إلى مستوى الامكانيات الفلاحية المقدرة بـ ٤ . ٩٣ مليار دج، والتي تشكل معدل ٢ . ٣ بالمائة مقارنة بالمعدل الوطني ما يجعلها تحتل المرتبة العاشرة وطنيا كما يسعى القائمون على الفلاحة إلى رفع مستوى عدد العاملين في القطاع الفلاحي بالولاية الذين يبلغ عددهم حاليا 10443 منصبعمل منها 1390 منصب دائم.
ويتم ذلك من خلال استغلال موارد الولاية في الانتاج الفلاحي، خاصة وانها تحتل المرتبة الاولى وطنيا في انتاج البقول الجافة بكمية ٠٥٠ . ١٢٤ قنطار سنة 2015، والذي من المتوقع ان يرتفع إلى ٢٩ . ١ مليون قنطار في آفاق 2019 خاصة في حالة استمرار التساقطات خلال هذه الاشهر، والمرتبة الثالثة في مجال الزيتون التي تحصي الولاية 923815 شجرة زيتون موزعة على ٨٣٩ . ٦ هكتار ما جعلها تنتج 550000 قنطار سنة 2015، والتي من المنتظر ان ترتفع بأكثر من 20 بالمائة مع افاق 2019، كما تحتل الولاية المركز الثالث في أنتاج الحبوب بإنتاج قدره 2.35 مليون قنطار وهو البرنامج الذي يسعى المخطط رفع انتاجه مع سنة 2019 الى ٨ . ٦٩ مليون قنطار في افاق 2019، وذلك من خلال الاعتماد على البرامج المتطورة للسقي باستعمال مياه السدود وكذا استغلال مياه الامطار استغلالا أمثلا.
من جانب اخر تحتل الولاية المرتبة الرابعة في انتاج الفواكه ذات النواة بإنتاج 989778 قنطار ، وفي مجال التربية الحيوانية وانتاج مشتقاتها فأن الولاية تحصي 40050 رأس من الاغنام و١٠٠ . ٢٤ رأس من الابقار الحلوب ما جعلها تحتل المرتبة الرابعة وطنيا بانتاج 75000 ل من الحليب والذي تسعى لرفعه إلى ٢٥ . ٤ مليار سنة 2019. هذا ويسعى القائمون على الفلاحة ومن خلال تحسن مستوى المغياتية الى تسطير برنامجا يهدف إلى دعم الفلاحة بمراكز انتاجية تدعيمية للقطاع عن طريق اقامة الملبنات وتوسيعها ومعاصر الزيت و مصانع لتعليب البقوليات والمنتجات الفلاحية ومخطط جديد للتشجير بالاعتماد على الزيتون في المناطق الجبلية والفواكه ذات النواة والحوامض في السهول التي تجري عملية ربطها بمخططات سقي جد متطورة على رأسها برامج الاستغلال الامثل للمياه المستعملة ومياه السدود ورفع الاحتياطي من المياه، خاصة بعد امتلاء السدود بغية استغلالها وقت الحاجة. وعن الفلاحين فقد ساهمت التساقطات الاخيرة في رفع الوعي لدى الفلاح بولاية تلمسان خاصة في مجال غرس الخضر الموسمية والاشجار المتثمرة خاصة بسهول تافنة ومناطق الحدود التي تلقى دعما كبيرا. من جانب اخر عبر السيد بوكلاطة كممثل عن فلاحي السهل المسقي ان التساقطات الاخيرة شجعت الفلاحين على إعادة الاعتبار لاراضيهم ومباشرة زرعتها بالخضر الموسمية على غرار الدلاع والبطاط والخس التي تشتهر بها المنطقة، داعيا السلطات الى ضرورة تسهيل عمليات الدعم، وتوفير الاسواق والتحويل لتفاذي خسائر السنة الماضية.