كشف المخبر الجهوي لتحليل المياه التابع لوحدة الجزائرية للمياه بسيدي بلعباس 13 حالة تلوث سنة 2017، ناتجة عن اختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه الصالحة للشرب، ما تسبّب في عديد الإنقطاعات بالأحياء المتضررة وتطلّب تدخّلا سريعا للمؤسسة من أجل تدارك المشكل.
وأرجع القائمون على المخبر من أخصائيّين وبيولوجيّين سبب الإختلاط إلى قرب شبكات الصرف الصحي من شبكات المياه، حيث سجلت 3 حالات بحي القرابة العتيق وسط مدينة سيدي بلعباس، بالإضافة إلى بعض النقاط السوداء بأحياء تقع في كل من بلديات سيدي براهيم وبوبرناس وسيدي علي بن يوب ورأس الماء، حيث قامت المؤسسة بالتدخل السريع من أجل قطع المياه وتزويد السكان بصهاريج الماء ومباشرة تصليح العطب والتأكد من نتائج التحاليل المخبر.
هذا ويستقبل المخبر يوميا شكاوي لمواطنين تتعلق بشكوك حول تلوث مياه الشرب وإختلاطها ليتم التحقق بأخذ عينات من الماء وتحليلها، حيث كشفت في غالبيتها عن صلاحية الماء للشرب باستثناء الرائحة التي تتسبب فيها نباتات الطحالب المتواجدة بكثرة في محيط سد سيدي العبدلي الذي تتزود منه مدينة سيدي بلعباس، وهو المشكل الذي سيعالج قريبا فور تزويد محطة سد سيدي العبدلي بتقنية حديثة من شأنها العمل على إزالة هذه الرائحة وتحسين المذاق، حيث تقوم بتصفية المياه بواسطة الفحم المشع.
هذا ويتكفل عمال المخبر الجهوي البالغ عددهم 10 بتحليل عينات المياه المقتطعة يوميا، وهي العينات التي يؤتى بها بصورة منتظمة من ولايات البيض وتلمسان وعين تموشنت وسعيدة والنعامة ومعسكر فضلا عن سيدي بلعباس بالاعتماد على جهازين متطورين: جهاز للامتصاص الطيفي الذري الموجّه للكشف عن المواد الثقيلة في المياه كالحديد والرصاص، وجهاز ثان للكشف عن المواد السامة المنسابة في المياه. وعلى مستوى كل بلدية يتولى أيضا عدد من الأعوان مهمة تعقيم المياه بواسطة أجهزة أوتوماتيكية، بوضع قطرات من ماء الجافيل داخل خزانات الماء، بحيث لا تتجاوز نسبة الكلور 1 ملغ في اللتر الواحد لتصل إلى المستهلك بنسبة ٢ ، ٠ ملغ.
للإشارة، فإن عملية تجديد شبكات توزيع الماء الشروب بلغت نسبتها 70 بالمائة، في الوقت الذي لا تزال فيه بعض الأحياء بوسط مدينة سيدي بلعباس تعاني من اهتراء في الشبكات الحيوية ما تسبب في عديد حوادث الإختلاط كحي الأمير عبد القادر الذي خضع خلال السنوات الماضية لعملية تجديد واسعة لشبكات مياه الصرف الصحي لكنها لم تخضع للمقاييس التقنية المعمول بها ما تسبب في عودة المشكل، الأمر الذي يستدعي إعادة النظر في عمليات التهيئة المنجزة وتجديد القنوات بمعايير تحد من وقوع حالات التلوث.
بلعباس: غ ــ شعدو