بعد أن استفادت من الكهرباء والمياه تكون دشرة بني أوكيل، الواقعة بقرية مصباحة والتابعة لبلدية بوكرام، على موعد مع إيصال الغاز الطبيعي لبيوت ساكنتها في أقرب وقت، لتنتهي معاناتهم مع البحث عن «القارورات» في منطقة باردة جدا في أعالي الأخضرية.
وتجري الأشغال على قدم وساق في تضاريس جبلية وعرة وقاسية في آنٍ واحد، كونها توجد في مرتفعات تأخذ وقتا طويلا، على غرار الخدمات الأخرى التي تنجز على مستوى السطح دون القيام بعمليات الحفر، مما يستدعي آجالا طويلة قصد الانتهاء من المشروع واستلامه في المهلة المحددة، هذا ما تسعى إليه الجهات المسؤولة التي تتابع هذا العمل بدقة، حيث تتطلب دراسة معمقة وذات جدوى من ناحية التحكم في الجوانب التقنية خاصة. وإلى غاية يومنا هذا، فإن المشروع ارتاح له السكان الذين يمر الأنبوب الرئيسي بجانب مقرات سكناهم، كونه سيرفع عنهم الغبن في هذا الصدد عقب سنوات طويلة من المطالبة بإيصال الكهرباء، الماء والغاز إلى هذه النقاط النائية.
ونشير إلى أن عديد المداشر في الأخضرية استفادت من مشاريع حيوية ومرافق خدماتية وجوارية، لكن، للأسف، كانت بعيدا عن الأضواء ولم يشر لها إعلاميا. فما كان بالأمس أحراش ومسالك ترابية وأدغال وغابات أصبحت اليوم طرقا مزفتة وجسور منطقة (السبت) وبناءات ذاتية في كل مكان، بمناظر خلابة، يعجز اللسان عن وصفها، نظرا لنسقها الطبيعي المتميز، كأنها لوحة تشكيلية، ونقصد هنا القرى المتناثرة هنا وهناك، البعيدة في مسافتها القريبة في حضورها، خلافا لمدينة الأخضرية وسط، التي فقدت كل ذلك العمران الذي كانت تتميز به سابقا وطابعها المفتوح بعد أن غزتها العمارات.