استفادت ولاية بجاية من مشروع بناء قرية سياحية إيكولوجية، حيث تقع بمنطقة «تازبوجت» التي تتميز بمؤهلات طبيعية هائلة وموروث ثقافي وتنوع بيولوجي وموارد مائية هامّة، وهو مشروع قرية صديقة للبيئة رُعيَت في تصميمها وتخطيطها كل العوامل البيئية، من خلال الاعتماد على مواد بناء طبيعية وأنظمة تراعي ترشيد استخدام الطاقة، مياه الشرب، والاستغلال السليم للأراضي، كما تحتوي على نظام للإدارة البيئية لمحاربة مختلف عوامل التلوث والمعاملات المسيئة للبيئة.
في هذا الصدد عقد اجتماع مع جميع الشركاء، بينهم المديرون التنفيذيون والمنتخبون المحليون للمجلس الشعبي الولائي، إلى جانب الجمعيات الناشطة، الذين أكدوا أنّ هذا المشروع الجديد يمكّن ولاية بجاية حق الافتخار بكونها من بين المناطق التي تجعل الحفاظ على البيئة إحدى أولوياتها.
وبحسب السيد طواخري من جمعية المحافظة على البيئة، الذي صرح لـ «الشعب»، أنه «يعتبر إنشاء المشروع الأول من نوعه على مستوى ولاية بجاية، يهدف إلى إنجاز قرية إيكولوجية على مساحة 1700 هكتار، تضم زهاء 10مساكن مشيدة بمواد طبيعية محلية كالحجر والطين في قالب معماري، وجلّ الوعاء العقاري عبارة عن غطاء نباتي بما في ذلك الأسطح، وهو المشروع المستوحى من النمط المعيشي للبجاويين منذ سنين غابرة، والذي يرتكز أساسا على الاستقلالية والتنظيم الذاتي، ومن شأنه توفير الراحة والرفاهية للسكان من خلال طاقة نظيفة ورسكلة النفايات الصلبة والسائلة.
من جهتها أكّدت السيدة علواش، من جمعية «القدس»، أن هذا المشروع الإيكولوجي يشكل مبادرة طموحة تحقّق الاندماج، خاصة ما تعلق بالنجاعة الطاقية والطاقات المتجددة، التي تستدعي دعم جميع الأطراف المعنية، كما يعدّ بمثابة قاطرة للتنمية المحلية وأنموذجا لاستثمار مؤهلات الولاية، كما سينعكس إيجابيا على فك العزلة عن المنطقة، من خلال تحسين ظروف عيش السكان ورفع مردودية كافة القطاعات وجعل المنطقة تتوفّر على الاستقرار. مشيرة إلى ما تزخر به ولاية بجاية من ثروة طبيعية كبيرة جعلت منها قبلة سياحية بامتياز، حيث تتوافر على مناظر طبيعية جدّ خلابة وتستقطب سنويا ملايين السياح من داخل الوطن وخارجه، القادمين إليها بحثا عن استكشاف معالمها السياحية والتاريخية التي تتميّز بها، فضلا عن تميزها بالمناظر الجميلة والجذابة، وهو ما أضفى عليها جمالا جذابا يأسر عيون زوارها، وهي كفيلة بترسيخ مبادئ التنمية المستدامة في كل المشاريع التنموية.