قرى فلاوسن تزداد عزلة

النزوح والتسرب المدرسي يؤرقان السكان

تلمسان: محمد بن ترار

طالب عشرات السكان بقرى بلدية فلاوسن الثلاث بتدخل عاجل من أجل دعمهم ببرامج تنموية كبيرة من شأنها النهوض بهذه المناطق الريفية التي تحتاج إلى مشاريع وطنية كبرى، على غرار مدهم بالغاز والسكن وتطوير محيطاتهم الاجتماعية الريفية.
ففي بلدية مصدق عبد الكريم - 03 كلم جنوب مقر البلدية فلاوس - لا يزال تلاميذ المدرسة الابتدائية يدرسون في أقسام مهددة بالفيضانات نتيجة وجود المدرسة بقرب أحد الأودية التي تنبع من سفوح جبال فلاوسن الشامخة والتي كثيرا ما قطعت عنهم السبل المؤدية إلى المدرسة، رغم أن والي الولاية خلال زيارته للقرية دعا إلى تحويل المدرسة لكن دون جدوى.
أما عن القرية فهي على غرار القرى النائية تنعدم فيها مظاهر الحياة وهي التي سبق وأن هجرها أهلها خلال العشرية السوداء، فلا سكنات ريفية ولا تنمية محلية ولا منشآت قاعدية، في حين تنعدم في القرية أية مظاهر اقتصادية ولا تجارية، فهي في تبعية تامة إلى فلاوسن، رغم ذلك فإن الارتباط بها يعتمد بالمشي على الأقدام بفعل غياب وسائل النقل.
عن النشاط الاقتصادي، فباستثناء الفلاحة فلا مؤشر آخر من شأنه تطوير الفلاحة. أما بقرية البرج التي تقع بجوار الطريق الوطني رقم 35 فهي إسم على مسمى باستثناء مدرسة قديمة ومركز صحي في تبعية دائمة لقرية المفتاحية المجاورة، هذا ورغم استفادة القرية من بعض السكنات الريفية، لكن بعدها عن الجانب الحضري وصعوبة ارتباطها بالبلدية الأم صعّب من مهمة السكان خاصة التلاميذ، حيث يتنقلون فجرا نحو فلاوسن ولا يعودون إليها إلا في المساء وهو ما رفع نسبة الأمية بهذه القرية، خاصة وسط الإناث، التي يمارس سكانها الفلاحة والرعي.
أكثر من هذا، فإن غياب أية وسيلة للنقل تربط سكان القرية بالبلدية الأم ضاعف من معاناتهم التي رغم جمال حقولها وطيبة مناخها أصبحت مهددة بالنزوح الريفي. وتعتبر قرية المفتاحية الأكبر والأوفر حظا من سابقاتها بفعل مساحتها الكبيرة وعدد سكانها الذين يتجاوزون سكان القريتين السابقتين مجتمعتين. هذه القرية الأقرب إلى بلدية أولاد رياح منها للبلدية الأم، جعل بعض الأصوات تطالب بربط القرية بأولاد رياح بفعل صعوبة التنقل إلى مقر البلدية التي تستلزم قرابة الساعة من الزمن.
هذه القرية رغم شساعة مساحتها، فهي لا تحتوي سوى على مدرسة ومستوصف ومركز بريدي، حيث تغيب المتوسطة ما يرغم التلاميذ على التنقل يوميا نحو فلاوسن ولا يعودون إلا ليلا، ما صعب مشكل المراقبة ورفع معه نسبة التسرب المدرسي. كما أن غياب النقل عزل القرية عن العالم الخارجي وجعلها متقوقعة على نفسها، كما ان غياب التنمية شجع سكانها على الهجرة الجماعية منها، خاصة نحو قرية القواسير القريبة منها والتابعة لبلدية الرمشي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024