تعيش اكثر من 350 عائلة بحي الراقب القصديري الواقع بالجهة الشمالية الغربية لحي الكدية بالمدخل الشمالي لمدينة تلمسان حالة صعبة بفعل غياب أدنى ظروف الحياة الكريمة نتيجة انعدام الممرات، قنوات الصرف الصحي،المياه، الغاز الطبيعي، والكهرباء...، امتزجت فيه كل الأصناف وجعلته يتحول الى وكر لتنامي مختلف الآفات الاجتماعية.
الزائر لحي الراقب القصديري الذي لا يبعد عن مقر ولاية تلمسان بأكثر من 5كلم يقف مشدوها على اطنان الاوساخ التي تحاصره، حيث أن هذا «التجمع» من الاكواخ يقع ما بين منطقة كانت في وقت قريب عبارة عن منجم لاستخراج الرمل والحصى، ونظرا لإهمال البلدية وغياب ثقافة النظافة، اصبح السكان يقومون برمي الفضلات بالقرب من شرق الحي في احدى الحفر المجاورة لعمارات سكنية في حين ترمى الفضلات الاخرى في حفرة أخرى بغربه، ما أدى الى تفريخ مختلف أنواع البعوض والذباب والفئران، حيث أشارت احدى السيدات الى أن الفئران وصل حجمها الى حجم الارانب وكثيرا ما تتسبب في حوادث خطيرة مثلما جرى مع احدى السيدات التي عضها فأرا أرغمها على المكوث في المستشفى للعلاج عدة أيام. هذا وساهم انتشار المياه القذرة والاوساخ في انتشار كل انواع الحشرات وحتى بعض الضفادع والقطط والكلاب المتشردة مشكلة خطرا على الأطفال، هذا ورغم شكاوي المواطنين الا ان البلدية لم تكلف نفسهابل قامت بجمع الاوساخ بواسطة جرافة في مكانها دون تحمل مسؤولية نقلها.
واثناء زيارتنا لحي الراقب وقفنا على كارثة طبيعية حقيقية نتيجة التسربات الكثيرة للمياه المستعملة بفعل غياب مصارفها والتي جعلت الاكواخ تغرق في المياه القذرة والرواح الكريهة وهذا بفعل غياب اي مخطط عمراني بنيت عليه هذه الاكواخ التي جاءت ما بين منجم قديم ووادي الكدية دون وجود احياء، حيث وقفنا على أكثر من 50 بالمائة من الاكواخ ذات الغرفة والواحد في لا تتوفر على الحمام، الأمر الذي يجعل الامراض تتربص بالسكان خاصة في ظل غياب المياه، حيث يعتمد السكان في نقل المياه الى بيوتهم عبر أنابيب بلاستيكية مهترئة تمر فوق تسربات المياه القذرة، ما تجعل الحي فضاء خصبا لانتشار الامراض والاوبئة الخطيرة كالسل والتيفوئيد، خصوصا في فصل الصيف نتيجة لغياب النظافة.
أكثر من هذا اثار البناء فوق هذه الارض الحجرية وعدم احترام مواقع الشوارع والتهوية التي تسمح لأشعة الشمس بالدخول الى هذه البيوت المغطاة بصفائح الزنك والقش الذي بذوره يعتبر ناقلا لمختلف انوع الامراض والاوبئة الى ظهور مختلف الامراض.
كما يقف الزائر لهذا الحي القصديري حائرا امام عدم تدخل السلطات البلدية لوقف تنامي هذه الاكواخ وبطريقة فوضوية التي اصبحت مهدّدة بانفجار فضيحة بيئية خطيرة، نتيجة الاوساخ والمياه القذرة، حيث ان البلدية وعوض القضاء على السكن الهش بهذا الحي الفوضوي أعطته شرعية من خلال تكليف مصالح شركة الكهرباء والغاز بربط الحي بالكهرباء ورغم غياب اي عقد الذي يسمح لهم بربط منازلهم بالكهرباء، ورغم ما يشكله من خطر على السكان بفعل عدم مطابقة السكنات الا ان الربط استمر لأكثر من 300 سكن، هذا واشار السكان ان ربط الحي الكهرباء معناه عدم استفادة الحي من الترحيل وفقا لقرارات الوزارة القاضية بالقضاء على السكنات الهشة قبل نهاية سنة 2018، خاصة وانهم غير مسجلين بحكم انهم نازحون من مناطق بعيدة وبعضهم لا يملك وثائق الاقامة لأن الظروف ارغمتهم الى الفرار الى هذا الحي من ولايات أخرى.