«الشعب» في أعماق بلدية تيدة بتيارت

الشباب يعانون انعدام المرافق الجوارية والخدماتية

تيارت: ع ــ عمارة

تعد بلدية تيدة بدائرة واد ليلي بولاية تيارت من البلديات التي انبثقت عن التقسيم الاداري سنة 1984، يعاني سكانها نقصا في المرافق الشبانية رغم تعداد سكانها الذي يزيد عن أكثر من 4 آلاف نسمة، لا دار ثقافة، لا ملعب بلدي ولا حتى مقهى يجمع الشباب الذي ينشط أغلبيته في الفلاحة رغم أنّ بلدية تيدة تزخر بمناظر طبيعية وسياحية خلاّبة، إلا أنّ عدم استغلالها أدى إلى نسيانها كغابتي الفسلة وعكوش.

وخلال زيارتنا لبلدية تيدة أجمع الشباب الذي التقيناهم على أن انشغالاتهم تنحصر في غياب المرافق، حيث اعتاد معظمهم التوجه الى عاصمة الولاية تيارت عبر واد ليلي، ممّا يكلّف عبئا ماليا ومشقة يصعب تحملها يوميا. وحتى الشباب الذي يشتغل في تربية الدواجن يوميا يحتاج إلى حمام ومرشات للنظافة، فيضطر للسفر إلى دائرة واد ليلي والعودة إلى تيدة، وأصبحت هواية التجول في الغابات المجاورة والاودية المحاطة بالبلدية.
الفلاح بن عوالي احمد الذي يعتبر نفسه من الجيل الثالث أقرّ أنّ سبب عدم الاستفادة من الدعم الفلاحي هو عدم تسوية عقار الأراضي الفلاحية التي لا تزال باسم الأجداد، وهي معضلة توارثت منذ زمن بعيد واستعصى وجود حلول لها. وحتى بذور الحبوب التي تنتج بكثرة بالمنطقة لكنها تقتنى من السوق الموازية، ممّا أدّى إلى انخفاض في الانتاج بمنطقة فلاحية بامتياز. مشكل التخزين بالنسبة للحبوب هو الآخر يؤرق فلاحي منطقة تيدة والمناطق المجاورة، حيث يتحتّم على الفلاحين كراء شاحنات وانتظار طوابير بدائرتي الرحوية وواد ليلي أو تيارت، وهي مصاريف تضاف إلى كاهل الفلاحين الذين لا يملكون مساحات كبيرة من شأنها العودة بالفائدة عليهم، ويكمن الحل الجذري حسب فلاحي تيدة في تسوية ملفات الملكية التي لم يجد أحد حلا لها لحد الساعة، يضيف محدثنا، كما أنّ جل الفلاحين يضطرّون إلى بيع المنتوج الفلاحي من الحبوب إلى سماسرة وتجار للتقليل من كلفة باهضة تتمثل في النقل الى منطقة الطريش وواد ليلي.
قلة تساقط الأمطار جراء عدم استعمال طريقة السقي أدى بالشباب الفلاح إلى الاعتماد على مياه الوادي الوحيد في المنحدر الشرقي لبلدية تيدة، وعند انخفاض جريانه بداية من شهر افريل يتوقف غرس الخضر بسبب قلة المياه.
وصرّح شباب البلدية بأنّهم مستعدّون للرفع من الانتاج الفلاحي، والاكتفاء ذاتيا في مجال الخضر إذا ما سويت وضعيتا الملكية وحفر آبار للمياه، حيث يمنع عليهم شق آبار إلا بترخيص من السلطات الولائية.
من بين الانشغالات التي يطرحها شباب وسكان بلدية تيدة هو انعدام سيارة إسعاف لنقل المرضى كون العيادة المتعددة الخدمات تفتقر إلى قابلة وإلى أطباء للمناوبة الليلية، ممّا يجبر أهل المريض إلى كراء سيارة خاصة أو نفعية في بعض الأحيان لنقل المريض إلى واد ليلي أو إلى مستشفى تيارت.
في المجال الثقافي يطالب الشباب بتجهيز دار الشباب التي تم بناؤها، وهي مغلقة في وجوههم، المطالبة بمسبح بلدي وملعب لكرة القدم انشغال رفعه لنا الشاب يوسف احمد ابن المنطقة، والذي طالب السلطات المحلية المشاركة في إحياء المناسبات الدينية والوطنية.
وقال مصطفى، فلاّح مستثمر في مادة البطاطا ببلدية تيارت وهو ابن تيدة، إنّ سبب عدم تسوية مشكل العقار هو ما أدى به للانتقال إلى تيارت رغم أنه يملك قطعة أرض بتيدة، ويضطر لبيع المنتوجات الفلاحية من الحبوب الى الخواص بأثمان منخفضة، وهو ما يؤثّر على تكاليف النقل ومشكل التخزين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024