هدّد والي باتنة عبد الخالق صيودة بفسخ عقود مقاولات متأخرة في إنجاز عدد من المشاريع التنموية المسندة إليها، وذلك على هامش زيارة عمل وتفقّد قادته لبلديات دائرة رأس العيون، في إطار مراقبة التسيير العمومي للمال العام، والوقوف على مسار إنجاز مشاريع التنمية الجوارية خاصة بقطاعات السكن، الصحة، الشباب والرياضة، المياه، الغاز الطبيعي والكهرباء الريفية.
وشدّد صيودة خلال وقوفه على مشاريع إنجاز 530 مسكن في مختلف الصيغ، 100 سكن عمومي ترقوي مدعم، 230 سكن عمومي إيجاري و200 مسكن في إطار وكالة عدل ببلدية رأس العيون، على المديريات المعنية ومؤسسات الإنجاز على ضرورة استكمال إنجازها في أقرب الآجال الممكنة، وذلك وفقا لما يتضمنه دفتر الشروط، وفي حالة عدم التزام مؤسسات الإنجاز بالشروط المقررة والآجال المحددة، فإنّه سيتم فسخ عقد الصفقة وإدراجهم ضمن القائمة السّوداء.
ومن أجل ضمان تسريع وتيرة الأشغال لتسليم السكنات إلى المستفيدين منها، تمّ تنظيم لقاء مع مدير المؤسسة المكلفة بإنجاز سكنات صيغة عدل للبحث في أسباب تأخر الأشغال، كما تمّ الإقرار بمنح عقود السكن الترقوي العمومي المدعم، وذلك بالتنسيق مع مدير أملاك الدولة والمحافظ العقاري.
وفي قطاع الصّحة، قرّر صيودة تحويل روضة أطفال إلى قاعة علاج نظرا لأهمية هذا الهيكل الحيوي لسكان المنطقة في تحقيق أهداف الصحة الجوارية، كما تعهّد بفتح المؤسسة العمومية الاستشفائية ببلدية رأس العيون في أقرب الآجال الممكنة.
ومن أجل ضمان التغطية الكاملة لإقليم ولاية باتنة بالغاز الطبيعي والكهرباء الريفية، تمّ منح إشارة بدء الأشغال لمشروعي ربط «كندة» والمشاتي المجاورة لها بشبكة الغاز الطبيعي لفائدة 2021 عائلة بقيمة مالية تقارب 25 مليار سنتيم خلال مدة إنجاز حدّدت بـ 12 شهرا، وتزويد سكان مشتى «عين تاسة» بالكهرباء الريفية بتكلفة مالية تتجاوز 800 مليون سنتيم من ميزانية الولاية.
1600 وحدة سكنية ريفية جديدة
استفادت ولاية باتنة من 1600 إعانة لبناء وحدات سكنية ريفية جديدة، تدخل حسب ما أفاد به المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية في إطار تشجيع الإقامة في المناطق الريفية، وتقليل التمركز حول المدينة والمناطق الحضرية، وذلك بهدف تكثيف النشاط والإنتاج الفلاحي، مضيفا بأنّ عملية تقسيم هذه الحصة وإعداد القوائم جارية بعد دراسة ملفات المعنيين عبر مختلف البلديات.
وقد تعهّد والي باتنة عبد الخالق صيودة بتسليم الحصة لمستحقيها في بلديات باتنة الـ 61، حيث ستوزع حسب احتياجات كل بلدية ووفق معايير الاستفادة من هذه الصيغة السكنية، أبرزها توفر القطع الأرضية وتواجدها خارج المحيط العمراني.
كما سيتم توزيع الحصص وإعداد قوائم المستفيدين بعد انتهاء دراسة الملفات المودعة، خاصة وأن هذه الصيغة السكنية تجد إقبالا واسعا من المواطنين نظرا لطبيعة الولاية التي تعتبر أغلب بلدياتها ذات طابع ريفي، وتأتي الحصة الجديدة التي ينتظر أن تلبي طلبات كثيرة بعد تحديد الاحتياجات من طرف السلطات المحلية التي كانت قد تقدمت بها إلى الوزارة الوصية.
وتندرج صيغة السكن الريفي ضمن إستراتيجية الدولة الرامية إلى إعمار الريف وتشجيع السكان على الاستقرار، موضحا أن الاستفادة من هذه الصيغة المتمثلة في إعانة مالية تقدر بـ 70 مليون سنتيم يخضع لشروط، أهمها توفر الأرض التي سينجز عليها السكن وعدم استفادة صاحب الملف مسبقا من إعانة للسكن.
وكانت باتنة قد استفادت خلال البرنامجين الخماسيين الماضيين من حصص معتبرة قدّرت إجمالا بـ 47496 إعانة، وتأتي الحصة الإضافية من أجل تلبية الطلب، خاصة بعد نجاح هذه الصيغة السكنية بالولاية ذات الطابع الريفي التي عرفت طلبات متزايدة من طرف المواطنين للاستفادة من السكن الريفي.
يذكر أنّ ولاية باتنة كانت قد استفادت خلال البرنامج الخماسي 2010 - 2014 من 39 ألف وحدة سكنية، بمبلغ مالي إجمالي يقدّر بـ ٧٧ ، ٤ مليار دج من بين 18 ألف وحدة سكنية ريفية.
كما تدعّم قطاع الطاقة بولاية باتنة، خاصة ببعض المناطق النائية على غرار بلديتي عيون العصافير وتيمقاد، حيث دخل حيز الخدمة ربط 392 منزلا بشبكة الغاز الطبيعي بكل من قريتي مريال وأوعايد ببلدية عيون العصافير 174 بأوعايد و139 بمريال وتوديع معاناتهم مع قارورات غاز البوتان والمازوت، خاصة في فصل الشتاء حيث يصعب الحصول على هاته الطاقة.
وتدخل هاته العملية التنموية ضمن البرنامج الخماسي 2014 - 2010 بغلاف مالي إجمالي يقدر بحوالي 250 مليون دج، وبلغت تكلفة إيصال الغاز لكل منزل بهذه المنطقة الشديدة البرودة 800 ألف دج تكفّلت بدفعها الدولة عن المواطنين الذين ساهموا بمبلغ رمزي جدا.
وببلدية تيمقاد تمّ تشغيل الربط بشبكة الغاز الطبيعي لفائدة 79 عائلة بغلاف مالي قدّر بـ 21 مليون دج تكفّلت به الولاية من ميزانيتها، وأشار والي باتنة عبد الخالق صيودة إلى أنه سيتم قبل نهاية السنة الجارية تشغيل الربط بشبكة الغاز الطبيعي لفائدة حوالي 7700 عائلة بمختلف بلديات الولاية، وتحقيق نسبة تغطية تفوق الـ 85 بالمائة.
كما تمّ بمناسبة زيارة الوالي للمنطقة وضع حيز الاستغلال لمشروع تدعيم عيون العصافير بالمياه الصالحة للشرب لفائدة 8300 نسمة، بعد تشغيل منقب بقدرة ضخ 18 لترا في الثانية خصص له غلاف مالي هام يفوق 61 مليون دج، حسبما أكده عبد الكريم شبري مدير الري والموارد المائية بباتنة، إضافة إلى إنجاز قناة نقل المياه من المنقب إلى مقر البلدية على مسافة 11 كلم، من شانه وضع حد لمعاناة السّاكنة مع التزود بهاته المادة الحيوية.