قفزة نوعية في الصناعات التقليدية بتيبازة:

ضبط محكم لإطار النشاط بحثا عن التسويق

تيبازة: علاء ملزي

1564 حرفي، وحصد المزيد من الجوائز

يحظى قطاع الصناعات التقليدية بتيبازة باهتمام لافت من طرف السلطات المعنية تماشيا والطفرة النوعية التي حققها الحرفيون في منتجاتهم وتنوع اختصاصاتهم وتشريفهم للوجهة السياحية للولاية.

وقد برزت هذه القفزة النوعية في الواقع من خلال عدّة جوائز وطنية تحصل عليها الحرفيون عن جدارة في المسابقة الوطنية للصناعات التقليدية المنظمة سنويا على هامش يومها الوطني المصادف للتاسع من نوفمبر من كل سنة، بحيث حصلت الولاية على الجائزة الأولى في الخزف الفني سنتي 2012، 2013، عن طريق الحرفيين ساحلي رضا ونسيمة زاير والجائزة الثانية في اللباس التقليدي سنة 2008، والجائزة الأولى في النقش على الخشب سنتي 2003 و 2006، والجائزة الثانية في الزربية التقليدية سنتي 2006 و 2011، بحيث تترجم هذه الجوائز مجتمعة مدى التطور الحاصل في المنتوج التقليدي المحلي من حيث النوعية والدرجة الرفيعة.
وكانت غرفة الحرف والصناعات التقليدية بالولاية قد أحصت بداية السنة الحالية 1564 حرفيا مسجلا في قطاع الصناعات التقليدية من بينهم 38 حرفيا مختصا في صناعة الفخار و31 حرفيا مختصا في صناعة الخيزران والسلل يتمركز معظمهم بمدينة القليعة العريقة و21 حرفيا متخصصا في الخزف الفني، إضافة الى 13 حرفيا مختصا في النجارة الفنية، فيما يحظى تخصصا صناعة الحلويات والطرز التقليدي بحصة الأسد في عدد الحرفيين بـ553 حرفي للنمط الأول و146 حرفية للنمط الثاني، ويسعى جلّ هؤلاء لترقية منتجاتهم والحصول على مواصة النوعية العالية وفقا للإملاءات التي حصلوا عليها مرارا من طرف غرفة الحرف والصناعات التقليدية والتي لا تزال تتابعهم من خلال جملة من الاجراءات العملية التي تندرج ضمن استراتيجية محلية شاملة لترقية القطاع تتضمن 3 محاور رئيسية تعنى بالتكوين المتواصل ومساعدة الحرفيين في مجال التسويق، إضافة إلى تمكينهم من المادة الأولية بأقل التكاليف.
فيما يتعلق بالتكوين، يسعى مؤطران من الغرفة مؤهلان من طرف المكتب الدولي  للعمل على تمكين الحرفين من إنشاء مؤسسات ناجحة من خلال المرور بثلاث مراحل متتالية تعنى بصياغة مشروع العمل وانشاء المؤسسة وفقا للقوانين المعمول بها وتسييرها بطريقة ناجعة. وفي مجال التسويق فقد سعت الغرفة مرار الى توفير فضاءات حرة ومنظمة لتمكين الحرفيين من تسويق منتجاتهم، لاسيما خلال موسم الاصطياف. كما حظي الحرفيون باستعادة الغرفة لدار الصناعات التقليدية بوسط المدينة والتي كانت تابعة للبلدية وتعرضت لاهترائية كبيرة خلال سنوات خلت قبل أن تحظى بعملية تهيئة وترميم شاملة العام المنصرم. ومن شأن هذه اللفتة توفير سند تقني أقوى للحرفيين لابراز قدراتهم وابراز الوجه الحقيقي للموروث الثقافي المحلي الذي أضحى يحصل على مزيد من الاهتمام والمتابعة باعتباره يكمّل الوجهة السياحية المحلية التي حظيت بها المنطقة منذ فترات طويلة، وفي مجال توفير المادة الأولية للحرفيين فقد دعت الغرفة الولائية للحرف جميع الحرفيين التى تشكيل تعاونيات مهنية تتيح لهم اقتناء المادة الأولية بنوعية رفيعة وسعر أدنى بالتوازي مع مرافقة العديد منهم خلال فترات مضت على اقتناء المادة في ظروف مريحة الأمر الذي يوفر لهؤلاء ظروفا مهنية أفضل، في انتظار تجسيد مركز الامتياز للخزف الفني بالتعاون مع شريك اسباني، وهو المركز الذي بوسعه توفير فرص تكوين نموذجية وعالية المستوى إضافة الى الحصول على مادة أولية بأقل الأسعار وبنوعية رفيعة.
وتندرج تدخلات غرفة الحرف والصناعات التقليدية ضمن مسار متكامل لحلحلة انشغالات الحرفيين التي ترتبط أساسا بالمادة الأولية وندرة فضاءات التسويق وصعوبة تكوين حرفيين جدد لتعويض المتقاعدين منهم، ومن ثمّ فقد حقّق القطاع قفزة نوعية في الانتاج كما ونوعا خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي يمكّن من توقيف آلة الاستيراد لهذه المواد، لاسيما حينما يتعلّق الأمر بالمنتجات الصينية التي غزت الوطن على مدار السنوات الفارطة، بحيث يبقى هذا الهدف عنوانا لمرحلة أولى من النشاط في انتظار بلوغ درجة التصدير لاحقا عقب توفير آليات تطوير الانتاج وتعليبه، الأمر الذي يمكن تحقيقه بانشاء تعاونيات مهنية مختصة وفقا لتخصصات الحرفيين وقدراتهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024