تعيش محطات نقل المسافرين بالعاصمة حالة كارثية، كونها تفتقر لعدة شروط تجعلها ترقى إلى مصاف نضيرتها ذات المواصفات المعمول بها بسبب غياب حد أدنى من الضروريات للخدمات على غرار ما تعرفه كل من محطة النقل بالرغاية، عين طاية، الرويبة، خاصة ما تعلق بضيق مساحاتها وسوء التسيير من طرف أصحاب الحافلات.
وفي جولة استطلاعية عبر عدد من محطات النقل المتمركزة شرق العاصمة، عاشت المشهد اليومي الذي يطبع هذه الأخيرة التي لا تزال تشهد فوضى كبيرة رغم الأغلفة المالية المرصودة لها لإعادة الاعتبار لها وهذا دون الحديث عن السلوكات غير الحضارية المسجلة على مستوى هذه الأخيرة والمشادات اليومية التي تحدث مابين القابض والزبون بسبب تكديس المواطنين، تصرفات لا مسؤولة، تطبع المشهد، دون أن ننسي الحديث عن الوضعية الكارثية للحافلات التي أكل عليها الدهر وشرب بعد سنوات طويلة من العمل لتشكل عبئا كبيرا على البيئة وصحة المواطنين.
وإن كان مصطلح محطة يعنى بالضرورة أماكن للانتظار تحوي على الأقل على عدد كاف من الكراسي وأكشاك لشراء بعض الحاجيات وكذا مراحيض ولكن ما هو ملحوظ عندنا فهي عبارة عن مساحات لضمان وقوف المسافرين.
وجهتنا الأولى كانت من على مستوى محطة تافورة وسط العاصمة التي تمّ تغير مكانها خلال السنوات الأخيرة، حيث تعرف تقليصا كبيرا في المساحة، صعب من حركة المارة والحافلات على حدّ السواء وهذا بالنظر الى الكم الهائل للمسافرين اللذين يقصدونها بصورة يومية وهو ما خلق تذمرا للسائقين والمواطنين معا، مع عدم وجود أماكن محددة للانتظار رغم أنها تعتبر همزة وصل بين مختلف جهات العاصمة من شرقها لغربها.
محطة الرويبة الواقعة بمحاذاة المستشفى، هي الأخرى وجدناها في حالة تدهور كبير بسبب الفوضى وغياب التهيئة بكل أشكالها، أهمها تقل ضيق مساحة المحطة، وهذا بالنظر إلى عدد الخطوط التي تشغلها ما بات يعرقل من مهمة أصحاب الحافلات الذين يجدون صعوبة في ركن حافلاتهم فعادة ما يتسبب الوضع في شجار كبير بين أصحاب الحافلات، فضلا عن الخطر الذي تشكل هذه الحافلات على حياة المواطنين فعادة ما تسجل هذه الأخيرة حوادث.
نفس المشهد تمّ تسجيله على مستوى محطة نقل المسافرين بالرغاية الواقع بمحاذاة الملعب البلدي التي تسجّل هي الأخرى غياب أدنى الخدمات كالواقيات الشمسية وكراسي للانتظار حيث تضمن هذه المحطة نقل المسافرين الى كل رغاية الشط، درقانة وبودواو، بدورها تعرف محطة الشاليهات بالرغاية الجدية نفس الوضعية.
وقد كان لنا حديث مع عدد من المواطنين حيث أكدوا لـ»الشعب» عن المعاناة التي يتجرعونها يوميا، حيث يضطرون إلى الوقوف يوميا لعدة ساعات في انتظار الحافلة التي لا تنطلق إلى بعد امتلائها على الآخر، ما يتسبب في شجار ما بين المسافرين، كما طرح محدثين مشكل غياب فضاء للخدمات العمومية كالأكشاك ما فتح المجال أمام الباعة المتجولين والمقاعد وكذا كراسي ومراحيض عمومية.
وفي ظلّ جملة هذه المشاكل يناشدون المواطنين السلطات المحلية لبرمجة مرافق مكملة في هذه المحطات التي وإن وجدت، باعتبار أن عدد من بلديات العاصمة ما تزال لا تملك حتى لمحطة النقل.