سيكون منتخبو بلدية الجزائر الوسطى، هذا الأسبوع على موعد مع حوار مباشر للاستماع إلى انشغالات السكان بملحقة الإخوة بليلي، تطبيقا لالتزامات عبد الحكيم بطاش الذي شدد على ذلك، خلال حملته الأخيرة. وهذا بالإبقاء على قنوات التواصل مفتوحة مع كل من منحوه الثقة في تسيير شؤونهم المحلية وتتويجه بأكثر من ٥ آلاف صوت.
هذه المبادرة التي تعد الأولى من نوعها في حوليات العمل بهذه البلدية منذ عقود، حاضرة في برنامج القائمة الحرة “لؤلؤة” الجزائر، قبل انضمامها الى حزب جبهة التحرير الوطني.
وبشكل واسع تترجم العلاقة الوطيدة، والثقة المتبادلة بين المواطنين ورئيس بلديتهم في السعي لأن يكون الأقرب منهم والجهة الأكثر استماعا تجاوبا معهم فيما يتعلق بقضاياهم الملحة التي يأملون دائما أن تجد تلك الآذان الصاغية.
يدرك بطاش جيدا أن الكثير من مقرّبيه الذين رافقوه خلال هذه الإنتخابات من لجان أحياء والمتعاطفين تفاجأوا بتلك السرعة التي انضم بها إلى الحزب العتيد والكثير ما زالوا تحت الصدمة بسبب عدم اسشارتهم في مثل هذا القرار وانفراده به وكانوا للأسف آخر من يعلم !؟ هذا ما أثر فيهم وهذا بناءً على تضحياتهم في الميدان من أجل فوز قائمتهم بالأغلبية الساحقة وما تركه للآخرين سوى الفوز بـ ٧ مقاعد أما ١٦ مقعدا فقد ذهبوا لـ “اللؤلؤة”.
عمليا، فإن أي شيء لم يتغير لأن بطاش ما زال في بلدية الجزائر الوسطى، كل ما جرى هو الانتقال من شعار حر إلى شعار حزبي، “منظم أكثر هيكلة”، من الناحية التغطية السياسية، والوضوح في الجهة المشرفة أفقيا، خاصة بالنسبة لبلدية، كبلدية الجزائر الوسطى التي تقع في قلب عاصمة البلاد.
هذه التطورات لا تعني بتاتا المواطنين بحكم أنها تصنف في خانة أخرى، غير أن لجان الأحياء يبدون تخوفا، من ذلك، كون القائمة اليوم تتمتع بوصاية، وعلى الجميع الانضواء تحت القرار المتخذ وهذه هي قواعد اللعبة، ولا توجد أي خلفيات أخرى ماعدا استعادة بطاش لصلاحيته كاملة .. ومطالبة كل واحد بتأدية مهامه في الإطار المخوّل له قانونًا.
سيأتي دور لجان الأحياء في التكفل بمشاكلهم كذلك، كونهم الذراع الأيمن لرئيس البلدية في تمرير مشروعه المزمع تطبيقه في الميدان، وبلا شك فإن لقاء المواطنين في غضون هذا الأسبوع، إنما هو دعوة صريحة للجان الأحياء قصد أن تكون موجودة لأن أعضاءها يقطنون في كامل النقاط المجاورة وهم معنيون بهذه المبادرة.. من باب اطلاعهم الواسع على الوضعية الاجتماعية للناس.
لابد من القول هنا بأن رئيس البلدية على علم مسبق باحتياجات المواطنين وقد أظهر أو كشف عن ذلك خلال حملته الانتخابية، سواء بالنسبة للأشخاص أو العائلات أو العمارات وسيتدارك كل الأخطاء التي ارتكبت من قبل البعض وتجاوزات البعض الآخر، وهذا من خلال إعادة النظر في منهجية العمل أو طريقة اختيار المحتاجين للسكن أو الإعانات.
لأن العهدة الحالية “تختلف اختلافا” جذريا “عن سابقاتها وهذا من ناحية الكم الهائل للأصوات المتحصل عليها، هذا وحده كفيل بأن تكون لبطاش مساحة كافية للتحرك فيها، وفق خارطة الطريق المعدة للمرحلة القادمة ولا يحتاج فيها لأي كان، كما حدث مع العهدة السابقة، التي كانت صعبة في تسيير توازناتها .. وكثرة الجبهات المفتوحة.