حفاظا على بنايات العاصمة

العـودة إلـــى العمـل بحارس ومسـؤول العمـارة

جمال أوكيلي

الترميمات تتطلّب مقاولات مهنية

تنتظر العمارات ببعض أحياء بلدية الجزائر الوسطى بفارغ الصبر دورها في الترميمات التي شرعت فيها ولاية الجزائر.. وإلى غاية يومنا يزداد تدهورها من كل النواحي، الواجهات، السلالم، الشرفات، الأسقف، الأسطح، الأقبية، الأبواب، النوافد، أي أنها توجد في حالة يرثى لها ولا يمكن أن يتواصل الحال على هذا المنوال لأنها تحوّلت إلى خطر على سكانها.
وهذه البنايات لا تعد ولاتحصى تعود إلى السنوات العشرينات والثلاثينات فما فوق.. يصل عدد البيوت فيها إلى حوالي ٤٢ في الطوابق العليا والسفلى.
كانت تابعة إلى ديوان الترقية، لكن بعد اجراءات التنازل على أملاك الدولة حوّلت إلى قاطنيها بعد أن اشتروها.
ومنذ ذلك التاريخ أي خلال الثمانينات تخلى الجميع عن هذا التراث العمراني وأصبح كل واحد يهتم بمنزله فقط.. أما خارج ذلك فهو من آخر اهتماماته ولا يحرجه إ وجد الوضع متأزم أمامه جراء تسرب المياه أو انهيار جزئي للأسف هذه هي الذهنية التي أصبحت سائدة لدى السكان وهكذا تنصل حارس العمارة عن المهام المكلف بها واستولى على السكن المخصّص له واختفى ما يعرف مسؤول العمارة، الذي يهتم بالشؤون المادية كاستبدال المصابيح وجمع الاشتراك الشهري وتسيير الأسطح والأقبية، والتواصل مع المصالح الخارجية في البلدية أو الولاية وغيرها مع وجود منظفة دائمة تقوم بالمهام المخولة لها زيادة على مراقبة تشغيل المصاعد.
هذا كله زال وما نشاهده في بعض العمارات اليوم في أحياء بالشوارع الرئيسية إنما هي مبادرات لمجموعة من السكان تحركوا من تلقاء أنفسهم وغيرة على المكان الذي يقيمون فيه وهذا بإعادة الاعتبار لمدخل العمارة والجدران بالحرص على طلائها وترميم كل الأجزاء الداخلية الممشمة جراء يد الانسان أو بحكم القدم.
هذا التشخيص الدقيق هو ترجمة ليوميات كل من يقطن في بناية رفقة جيرانه، يصطدم قرابة يوميا بحالات معينة كسرب المياه وسقوط الأسقف وغيرها من الأوضاع التي تقلق السكان.
وفي هذا السياق، فإن المرحلة ما بعد الترميم المقرر أن تشكّل كل هذا النسيج العمراني، المخصص له أكثر من ٣٠٠  مليار ستشهد الشروع في التنظيم الداخلي لهذه العمارات من خلال إعادة العمل بكل تلك الآليات المذكورة سالفا إذ لا يمكن أن تستمر هذه الوضعية، لذلك فإن ولاية الجزائر ستكون عند هذا الموعد في أقرب وقت وهذا بدعوة قاطني العمارات إلى تنظيم أنفسهم بشكل واضح لاختيار حاس ومسؤول العمارة، وفق مقاييس معروفة كان العلم بها سابقا للاهتمام بكل ما يوجد من تراث عمراني والحفاظ عليه من الاندثار حتى لا يصبح أطلالا كما هو الحال اليوم.. يكفي القيام بإطلالة على تلك البنايات لتشاهد عن قرب مدى الحالة الخطيرة التي وصلت إليها من كل النواحي وانطلاقا من ذلك تطلّب الأمر التدخل العاجل من قبل الولاية للتكفل بهذا النسيج الثري عن طريق خاصة البحث عن أناس لمساعدتها في ذلك منهم لجان الأحياء والجمعيات الذين يعرفون جيدا السكان.
ومهما حاولنا أخذ عينات حيّة عن تلك الأحياء، فإن جلها ت تشابه في وضعيتها سواء في دبيح الشريف، أو ما يعرف بـ» الكاديكس» أو موزاوي عبد العزيز الإخوة بليلي، الإخوة بن نصر، بن زين، حريشاد، وغيرها هذا الفضاء المتقارب يستدعي ترميما مستعجلا في الوقت الراهن.
ولابد من الاشارة هنا إلى أن عمليات الترميم السابقة التي أنجزت خلال السنوات الماضية كانت عبارة عن ترقيعات لم تف بما كان منتظرا منها كونها اعتمدت على مقاولات غير مهنية، ففي فترة وجيزة عادة الأمور عما كانت عليه من قبل وبمجدر التساقطات المطرية الأولى تلاشى كل شيء من طلاء وجبس زيادة إلى ضعف النوعية في الأداء وهذا ما يلاحظ من خلال واجهات العمارات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024