تعرف اشغال إنجاز الجسور على الطريق المنفذ جن جن ـ العلمة، تقدما كبيرا، بالمقابل انجاز الطريق، يسير ببطء وعرف تأخرا كبيرا، بسبب الإضرابات التي قام بها عمال شركة «مابا» التركية المكلفة بإنجاز عدد من المنشآت الفنية التابعة للطريق السريع وذلك على خلفية عدم حصول هؤلاء العمال على أجورهم الشهرية وعدم وفاء الشركة المشغلة بوعودها تجاه هؤلاء، كما شنّ عمال الشركة التركية التي تقوم بإنجاز أكبر نفق يضمه الطريق السريع جن جن ـ العلمة، والواقع تحت سفوح جبال بلدية تاكسنة خلال شهر أكتوبر الماضي إضرابا مفتوحا احتجاجا على عدم تلقيهم لمستحقاتهم المالية وهي المستحقات التي لم تدخل جيوب العمال ـ حسب ممثلين عن هؤلاء ـ منذ خمسة أشهر كاملة باحتساب شهر أكتوبر الجاري، ما تسبب في أزمة كبيرة لهؤلاء العمال الذين باءت مفاوضاتهم مع الشركة المشغلة بالفشل الذريع ـ على حدّ تعبير ممثليهم ـ وهو ما دفعهم إلى سلك طريق الإضراب الذي أعاد شريط الإضرابات الذي دخله عمال العديد من الشركات العاملة على مستوى منفذ جن جن ـ العلمة إلى الواجهة.
كما تحوّلت هذه الإضرابات المتكرّرة كابوسا يؤرق القائمين على المشروع سكان المناطق التي يمرّ بها الطريق، فمن المؤكد استحالة تسليم هذا الأخير الذي يمتد على مسافة 110 كلم انطلاق من ميناء جن جن بجيجل إلى غاية مدينة العلمة بولاية سطيف في الآجال الجديدة التي حددتها وزارة الأشغال العمومية في منتصف سنة 2019، وذلك رغم تمديد آجال التسليم بثلاث سنوات كاملة من سنة 2016 إلى سنة 2019، وذلك في ظلّ التأخر الكبير الذي تعرفه أغلب مقاطع هذا الطريق والذي كان يفترض تسليم أول مقطع منها أو بالأحرى ذلك الممتد من ميناء جن جن والى غاية حدود بلدية تاكسنة مع بداية العام المقبل، علما وأن عمال مختلف الورشات المفتوحة على طول هذا الطريق قاموا بما لا يقل عن ستة إضرابات خلال النصف الأول من السنة الجارية بعضها استمر لقرابة أسبوعين، ما انعكس سلبا على تقدم الأشغال التي لازالت تراوح مكانها بأغلب المقاطع رغم تطمينات السلطات، الأمر الذي دفع النائب بوشملة ايمان التدخل بقبة البرلمان ملتمسة من السلطات المعنية ان تبادر بفض الاشكال، وجعل المشروع أولوية السلطات المركزية، لأهمية هذا الأخير في شقّه الاقتصادي والاجتماعي، والكفيل بفكّ العزلة عن عديد المناطق واضفاء حيوية اقتصادية لربطه بميناء جن جن مع الولايات الداخلية انطلاقا من ولاية سطيف على مستوى مدينة العلمة.