تدهور الغطاء الغابي في بجاية

إتلاف 5872 هكتار بفعل الانسان

بجاية: بن النوي توهامي

 

تعرّض التّراث الغابي لولاية بجاية والذي يمثل ما يقارب نسبة 20 % من مجمل مساحة الولاية، إلى خطر كبير يهدد نظامها البيئي، فقد عرفت مساحاتها تراجعا ملحوظا ومستمرا بفعل عوامل طبيعية وأخرى ناجمة عن النشاط البشري.
وأعلنت المصالح الغابية أنه تم خلال السنة الجارية إتلاف ما لا يقل عن 872 5 هكتار من الغطاء النباتي، بفعل موجة الحرائق المهولة التي عرفتها الولاية، وفي بيان كارثي جاء نتيجة موسم اصطياف ميّزته كثرة بؤر الحرائق وشدتها، ولقد تسببت هذه الحرائق التي تزداد حدتها كل سنة، في إتلاف العديد من الأشجار الغابية ولكن أيضا الأحراش والأدغال، بالإضافة إلى المساحات المشجرة، فعلى سبيل المقارنة، أتلف ما لا يقل عن 890  1 هكتارا من المساحات الغابية سنة 2009، في حين أتلف 216 2 هكتار سنة 2010.
من جهة أخرى، فما تمّت معاينته، هو أن نسبة اشتعال الحرائق سواء كانت أسبابه طبيعية أو عرضية أو إجرامية، لا تكف عن التزايد كل سنة، كما أن التحكم فيها يزداد صعوبة أيضا، ما يعني أن الحرائق أصبحت أكثر تدميرا وتسبيبا للخراب، مع الإشارة إلى أن كل العوامل اللازمة لاندلاع بؤر الحرائق مجتمعة، إذ نذكر من بينها درجات الحرارة المرتفعة وانخفاض نسبة تساقط الأمطار ونسبة الرطوبة.
أكيد أنّنا نواجه مميزات المناخ الجاف الذي عرف الاستمرارية، وحتى في غياب هذه الحرائق المتكررة فليس من الصعب تقييم الآثار السلبية للتغيرات المناخية على التراث الغابي، الذي أصبحت إعادة إحيائه أمرا مطروحا لإشكالية عويصة، علما أن لفح الحر الشديد أو ما يعرف بالرنوع يؤدي إلى ذبول بعض الأنواع النباتية التي تعد من بين أشد الأنواع ضعفا وأكثرها عرضة للتجفيف، في حين أن أنواعا أخرى تموت وتذبل بسبب عدم توفر المياه، فعلى سبيل المثال، تمت معاينة بداية اختفاء العديد من الأنواع النباتية الفريدة من بيئتها الحيوية، أنواع نباتية تتمثل أساسا في الأشجار ونباتات الأدغال على غرار الدردار والدفلى الزيتية.
ومن أجل استيعاب خطورة آثار هذا التدهور العشوائي، ينبغي علينا إدراك حقيقة تتمثل في أنه في كل مرة يتم فيها إتلاف أو حرق شجرة، فإن هذا يؤدي إلى تهديد النظام البيئي الذي يعد حساسا بقدر ما هو حيوي، ما يعني أن هناك عواقب وخيمة تنجر عن تراجع المساحات الغابية مهما كان السبب وراء ذلك، فالشجرة تعني موردا اقتصاديا وموضعا ايكولوجيا ودرعا حاميا من الحت والتصحر، كما تعني مولدا للأكسيجين ومنقي هواء ومعدلا للحرارة، وكذا غيرها من الأمور التي لا يبدو دائما أننا على دراية بها، إذ أن إدراك كل ما للشجرة من فوائد لأمر كاف لتحفيز كل منا على تبني سلوك يتّسم بالمسؤولية اتجاهها ولمنحها الرعاية القصوى التي تحتاج له.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024