أكّد والي وهران، مولود شريفي، خلال زيارة فجائية قادته إلى حيي الزهور المقراني و1180 مسكن بحي العثمانية، تفقّد خلالها الوضع البيئي، أن ملف البيئة ونظافة المحيط يعد أولوية ويحظى بأهمية بالغة، كونه يعد الواجهة الحقيقية لأي ولاية، موجهة تعليمات صارمة ببرمجة حملة تنظيف واسعة بحي مرافال يوم السبت من أجل إعطاء وجه جمالي مشرف لها.
وأكّد الوالي على أن خلية البيئة المستحدثة أثبتت نجاعتها في تنظيف المحيط وإعادة بهاء مدينة وهران، من خلال خرجاتها اليومية لتحديد أماكن تجمّع النفايات الصلبة وغيرها، مع التركيز على وضع برنامج أسبوعي للتدخل كل سبت على مستوى موقع أو أكثر من هذه المواقع، لتصفيتها بشكل نهائي وجذري، بمشاركة مؤسسات عمومية وخاصة لها مشاريع مع متعاملين عموميين، وذلك بتجنيد آلياتها وأفرادها إلى جانب تجنيد فرق للتدخل، مجهزة بمجموعة من الآليات على مستوى مقر مديرية النظافة والتطهير القديم لبلدية وهران.
مع العلم أن هذه الفرق تقوم بالتدخل لتنظيف النقاط التي يتم تسجيلها على مستوى مجمع وهران الكبرى، لتقديم الدعم والإسناد لمصالح البلديات أو المؤسسات المكلفة بالنظافة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضاء على نقاط سوداء كبيرة، أو تراكمات هامة من حيث الحجم.
وقد فاق عدد تدخلاتها منذ انطلاق هذا البرنامج البيئي 42 عملية تدخل، تَرتّب عنها تجميع وإزالة ما حمولته 18975 كيسا بلاستيكيا من الحجم الكبير، و1245 طنا من الأتربة والنّفايات الصّلبة، إضافة إلى 68 حمولة لشاحنات من سعة 15 طنا من بقايا الأشجار والأغصان، فيما تمّ تنفيذ 11 عملية تطوعية كبرى جنّدت لها 854 شاحنة و327 آلة، إضافة إلى 2911 عاملا و220 متطوّعا، مكّنت من تجميع حمولة 5955 كيسا بلاستيكيا من الحجم الكبير بها نحو 418 طنا من النفايات المنزلية، و27788 طنا من النفايات الصلبة والأتربة، و16 حمولة شاحنات ذات حجم 15 طنا من الأغصان والأعشاب.
كما يعتمد التوجه الجديد للسّلطات المحلية لولاية وهران، حسب الوالي، على تكثيف الاعتناء بالمساحات الخضراء؛ من خلال تدعيم مؤسسة وهران الخضراء بإعانات مالية مباشرةِ من خزينة الولاية، وإلزام البلديات بتسوية مستحقاتها المالية، مع الترخيص لها بتوظيف عمال جدد لمواجهة النقص المسجل في هذا المجال، حيث يضم برنامج التشجير غرس 50 ألف شجيرة، خُصصت لاقتنائها اعتمادات مالية في الميزانيات الأولية للبلديات بالتنسيق مع محافظة الغابات في اختيار نوعية الأشجار التي تلائم البيئة المحلية الخاصة بكل منطقة، فيما عرفت العملية إلى حد الآن غرس 4500 شجيرة، ومسّت الطرق الرئيسة على مداخل ومخارج المدينة، مثلما هي الحال بالنسبة للمدخل الغربي أو الطريق المزدوج محور دوران الباهية باتجاه المطار الدولي أحمد بن بلة إلى غاية مدخل الطريق السيار، والمدخل الشرقي بالطريق الوطني رقم 11 باتجاه ولاية مستغانم.
وبالموازاة مع حملات النظافة التي تعرفها الولاية، تمّ تنظيم عدة حملات للقَضاء على الحيوانات الضالة والخطيرة، والتي أسفرت خلال الثلاثي الأخير من السنة الجارية، عن القضاء على 724 حيوانا، منها 14 خنزيرا، والبقية من الكلاب المتشردة؛ من خلال تنفيذ 48 عملية، وفق ذات المصدر.
كما اعتبر الوالي أنّ مفهوم البيئة والعناية بالمحيط يشمل أيضا محاربة البناءات غير الشّرعية، التي تمثل شكلا بشعا من أشكال التعدي على البيئة والعمران، وأنّ الصّرامة في التعامل مع هذا الملف كان له أثر إيجابي من خلال تراجع سرعة انتشار هذه الظاهرة، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالأراضي الفلاحية التي تعد المصدر الوحيد الدائم المنتج للثروة، مثلما يؤكّد عليه فخامة رئيس الجمهورية في كل المناسبات.