مرّت العهدة الانتخابية لسنوات 2012 - 2017، ولم يبق منها إلا القليل وتنطلق الحملة الانتخابية للخمس سنوات القادمة، والتي تنتهي مع بداية العقد الثاني من الألفية الجديدة، حقّق خلالها مواطنون مطالب على حساب مطالب أخرى، ما تزال ضمن قائمة الأحلام التي يترجّاها مع المجالس البلدية القادمة بالاخص، والتي رصدتها «الشعب» لعينات من شرائح مشكلة من المجتمع في ولاية البليدة وبلدياتها الـ 25.
قالت «آمال» الموظفة بقطاع السياحة، إنّها تنتظر من الفائزين بالمقاعد المحلية بالمجلس البلدي أو الولائي، أن يهتموا بالمشاريع التي توجه لعناية المرأة والفتيات، أن يوسعوا من الفضاءات الترفيهية والرياضية الموجّهة للفتاة، مضيفة بأن المرأة في البليدة ليس لديها عناوين وأماكن مخصّص لها، خاصة في احتفاليتها السنوية في الـ 8 مارس. ولم تنف أن بعض الاجتهادات في توفير مساحات تجارية موجهة للعائلة في العموم، أصبحت قبلة للنساء، خاصة خلال المناسبات التي تخصها، غير أن طلبها كان بالاهتمام بهن أكثر، فأمنياتها أن يواصل المسؤولون الجدد مجهودات سابقيهم في استعادت البليدة واحيائها العتيقة مجدها، وتتواصل حملات الغرس والنظافة وتزيين المحيط، وتوفير مساحات ترفيهية للأطفال يقضون فيها أوقات راحتهم والقضاء على كل ما يشوه ويجرح جمالية الساحات والشوارع العامة، وبذلك يكون المنتخبون قد حققوا ولو الحفاظ على «مجد» تاريخي.
وغير بعيد عن الموظفة في السياحة، يكشف محمد، رضوان وابراهيم من أحياء نائية بالجهة الشرقية للولاية، عما ينتظروه من القادمين الجدد لتسيير البلديات، ويعترفون لـ «الشعب» ويقولون إنهم نيابة عن بقية السكان، فهم يتمنون أن تعبد الطرقات الترابية، ويتم ربط حي مراكشي مثلا في بلدية اولاد سلامة بشبكة التيار الكهربائي، والتي لطالما اشتكوا وأبرقوا للمسؤولين عن رغبتهم في أن تضاء سكناتهم بشكل عادي، وأن يتم تركيب اعمدة الانارة العمومية لتنير شوارعهم وأزقتهم في الليل، وأن يتم القضاء على المفرغات الفوضوية، والتي في العادة تجلب اليهم الحيوانات الضالة، وتنتشر منها الروائح والحشرات الوبائية، بالأخص في فصل الصيف، وأملهم في أن يتم القضاء على أزمة العطش التي تحدث من صائفة لاخرى، والتي لطالما دفعتهم وتدفع بهم في عدة مرات الى الاحتجاج، وبذلك تتحقق مطالبهم الضرورية.
أما عبد الغني الطالب الجامعي هو وهشام ويسرى ووسام، فهم ينتظرون من المنتخبين أن يهتم بعنصر الشباب اكثر، ويتم تخصيصهم بمشاريع رياضية وملاعب جوارية، يمارسون فيها انشطتهم التجارية، حتى لا ينحرفوا وينحرف غيرهم من الشباب، أما عبد النور ونبيل وهبة، فهم يأملون من المنتخبين الجدد أن تفتح لهم مناصب عمل دائمة بدل الحراسة في «باركينغ» وبيع التبغ وعلب السجائر أمام المقاهي، تساعدهم في كسب رزق محترم وتقويهم وتشجعهم على تأسيس أسر والزواج، وهم مستعدون على فعل التعاون والتطوع أن احتاج إليهم أي منتخب، لأن بالجميع يبنى المستقبل.
أما فتيحة ونجية المنكوبتان بوسط البلدية العتيقة، والسيدة يمينة المأسورة في حظيرة البلدية مع المركبات، هي وزوجها وابنتها الرضيعة وعائلات اخرى، وخضرة المطلقة، ومحمد ممثل حي قصديري بقلب البليدة ورابح جار المقبرة هو والعشرات من العائلات في بن خليل، فهم يحلمون بتوزيع السكن، وأن يحظوا بسكنات يستقرون بها، وتبعد عنهم وحشة الشارع ومصاريف الايجار، والظروف الصعبة والعيش المرضي وسط القصدير والبناء غير المنظم، ودوما وأبدا هم يتوقعون ترحيلهم من محيط «بازارات الموت» كما تعرف، والقبور والقصدير والترنيت المشبع بمادة الأميونت السامة والايلة في كل لحظة وحين إلى الانهيار، خاصة وأنّ مصالح التعمير والمراقبة التقنية للعمران. وفي أكثر من مناسبة ناشدوهم بإخلائها ومنحوهم إشعارات، أقرّوا فيها بخطورة الاقامة بين تلك الجدران لقدمها من جهة، وللأمراض التي أصبحت تنبعث منها، خاصة وأن طلبات البعض منهم في الاستفادة بسكن تعود الى سنوات الـ 70 و80، ورغم تلك العقود فهي لم تشفع لهم في أن يرحلوا من عناوين باتت تشكّل لهم «قبورا حقيقية».