واد امريغ ببجاية

تفريغ كميات هائلة من النّفايات الصّناعية والمنزلية

بجاية: بن النوي توهامي

يتم يوميا ببلدية تازمالت وبالتحديد على ضفتي واد أمريغ تفريغ كميات هائلة من النفايات الصناعية والمنزلية، وهو بالفعل ما تمّت معاينته بعين المكان من طرف «الشعب»، حيث تقوم شاحنات محمّلة بتفريغ كميات كبيرة من حطام البنايات، وكل أنواع النفايات المتعفنة في مكان تكاد تقشعر منه الأبدان، وتنتصب فيه قمم مذهلة من النفايات المتمثلة أساسا في البلاستيك والمعادن والزجاج والخردوات والنفايات المنزلية بشتى أنواعها، وهو ما أدى إلى تحول الواد إلى مجرد مجرى هزيل من المياه.
وبحسب جلال ممثل عن السكان، تجدر الإشارة إلى أنّه في غياب جسر رابط بين كل من بوجليل وتازمالت، تمّ بناء معبر بسيط مدعّم بفوهتين أو ثلاثة، من أجل السماح بعبور المركبات، وفي بعض الأحيان تتدخل آلة من أجل إزالة النفايات التي لا تكف عن التراكم عليه، حيث يصبح ضيقا يصعب السير فيه.
وأمام هذه الأوضاع، كثيرا ما يقوم مواطنون يفتقدون إلى أدنى وسائل الحماية، بالتنقل إلى ذات المكان، بحثا عن ثروة من البلاستيك أو المعدن، يقومون بإعادة بيعها بالسوق الخاصة بالرسكلة، ويقضون ساعات من وقتهم وهم وسط النفايات يحفرون بلا كلل، معرضين بذلك أنفسهم إلى مخاطر متعددة، لمجرد ما أن تلفت أنظارهم أجسام يرون فيها ما سيعود بالفائدة عليهم، يضعونها في أكياس داخل صناديق مركباتهم التي كثيرا ما تمتلئ إلى الآخر، ليتّجهوا بها إلى أحد وحدات الرسكلة المجاورة التي تتواجد بكثرة في تلك المنطقة.
أما فيما يتعلق بواد أمريغ، تقول السيد ليلى، فقد حلّت مجار من مياه الصرف الصحي التي لا تجف، محل المياه الصافية التي كانت تجري فيه منذ مدّة، وأتأسف على الوضع الذي آل إليه الواد، وراودني الحنين إلى مياهه الصافية التي كانت تسبح بها الأسماك، كما أذكر بكل أسف البساتين والحدائق الخضراء المجاورة للواد، والتي كانت تسقى من مياهه، إذ كانت تعج بالخيرات من خضر وفواكه جعلت من المكان جنة لم يتبقى لها أي أثر في الوقت الراهن.
حتى أن بعض المواطنين تذكّروا كون أطفال ومراهقي المنطقة كانوا يعشقون السباحة بمياه واد أمريغ، ولكن الواقع مرير، حيث في مكان المساحة الطبيعية الخضراء التي كانت قديما، توجد مأساة إيكولوجية حقيقية لا يبدو أنّها شغلت بال الكثير.
بالإضافة إلى هذا، من الجدير التذكير، بأن واد الساحل يتعرض إلى استخراج كميات هائلة من الرمال، ومع مرور الوقت ينخفض مستوى المياه الجوفية، ومن الممكن أن تشكل مياه الصرف الصحي خطرا على مياه الآبار في الأعماق بشكل كبير.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024