أعطت زيارة وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي، نهاية الأسبوع، إلى ولاية بومرداس جرعة إضافية لقطاع حسّاس احتل دائما قاطرة سياسة الخدمة العمومية الموجهة للمواطن لتحسين الإطار الصحي والمعيشي التي تهدف إليها سياسة الحكومة، خاصة وأنّ الرسائل التي حملها الوزير هذه المرة خرجت عن البعد التقني لتمس مباشرة عمق الاهتمامات والانشغالات المهنية والاجتماعية للأسرة الطبية التي تعاني هي الأخرى أكثر من معاناة المرضى أنفسهم.
كان واضحا من خطاب وزير الصحة في لقائه بمستخدمي القطاع من أطباء وشبه طبيين وإداريين، أنّه نابع من خبرة وممارسة مهنية في الميدان وإدراكا عميقا بخبايا الأزمة وطبيعة الاهتمامات التي ظلت شوكة في حلقة المهنيين، لذلك حاول أن يعطي البعد المهني الصعب الذي يعمل فيه الأطباء في أغلب المؤسسات الاستشفائية بولاية بومرداس والاجتماعي أيضا المتعلق أساسا بإشكالية السكنات الوظيفية المحتلة من قبل غرباء ومتقاعدين سابقين اهتمام أكبر من اجل المساهمة في التخفيف من هذه المعضلة التي شكلت ضغوطات إضافية خاصة للأطباء الأخصائيين، الذين يضطرون إلى التحويل من المنصب والعزوف عن العمل بسبب مشكل السكن، ومكتب خاص على غرار ما تعاني منه المؤسسة الاستشفائية العمومية بدلس التي سجلت أكبر حالات الهروب الاضطراري لعشرات الأخصائيين وصلت أحيانا إلى افتقاد مصالح حساسة منها مصلحة الأمومة والولادة إلى أطباء إلا من قابلات ترفضن استقبال عشرات حالات الولادة.
كما كان لملف التكوين المتواصل والرسكلة العلمية حضورا قويا أيضا في الزيارة، حيث تعهّد الوزير أمام الأسرة الطبية: «بتحريك هذا الملف الراكد وفتح مجال البحث أمام الأطباء بتخصيص دورات تكوينية داخل وخارج الوطن بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من أجل مواكبة التحديات الراهنة والتطور العلمي الذي يعرفه ميدان الطب في العالم»، وكلها إجراءات تدخل في إطار ترقية قطاع الصحة ببلادنا والمساهمة في تكوين كفاءات قادرة على تسيير ملف الصحة، والتحكم في التكنولوجيا الحديثة وأجهزة الكشف والتصوير المتطورة مثل السكانير و»إي، أر، أم» التي تفتقدها أغلب المؤسسات الاستشفائية الولائية، وإن وجدت فإنّها بدون استغلال.
