لحماية مدينة بجاية من فيضانات الأودية

الدّيوان الوطني للتّطهير يتّخذ إجراءات استعجالية

بجاية: بن النوي توهامي

تواجه مدينة بجاية بداية كلّ خريف من كل سنة فيضانات معتبرة، تخلق لها العديد من المضايقات والإزعاجات، فطبيعة هذه المدينة السياحية التي يحيط بها كل من جبال قورايا وإيقوفان
وبوشقرون وسيدي بودرهم، تجعل منها حوضا تصب فيه سيول من المياه في شوارع المدينة. السيد علاوة ممثل عن سكان حي طوبال، يقول في هذا الصدد لـ «الشعب»: «جزء من هذه السيول يتخذ من الأودية مسارا له، مع العلم أن معظم الأودية لا يتم تطهيرها في الوقت المناسب، خاصة واد بوحاثم وواد صغير، اللّذان تجرف سيولهما في طريقها أجساما متنوعة تتكدس فتؤدي إلى سدّ وغلق الجسور، وكنتيجة على ذلك، تفيض المياه على الطريق مشكلة أودية حقيقية على طول الطرقات التي تنحدر من الجبال.
 أما في المناطق المسطحة على غرار شوارع الحرية، الخميس، طوبال، تازبوجت، ورملة التي تتواجد بها بالوعات إما صغيرة الأبعاد أو غير مطهرة بعد، وتتشكل بحيرات حقيقية من المياه المصحوبة بالأوحال، والتي تؤدي إلى التوقف التام لحركة المرور واستحالة أي تنقل، وفي بعض الأحيان يصل الأمر حتى إلى تعذر وصول المواطنين إلى مقاصدهم، وحتى التلاميذ إلى بعض المؤسسات التعليمية».
غير أنّ هذه السنة، يبدو أن مسؤولي الديوان الوطني للتطهير قد باشروا في اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب، حيث أكد السيد عثمان مراد من ذات المصلحة في هذا الصدد: «العاصفتان اللتان عرفتهما الولاية في الآونة الأخيرة، لم تؤديا إلى أي تراكم أو تجمع للمياه بفعل كون البالوعات التي اشتغلت على نحو لائق»، حيث تمّ ذلك في إطار المكافحة ضد الفيضانات وما ينجر عنها من أضرار، ولم ينتظر قدوم الأمطار من أجل التصرف، فقد قام ديوان التطهير منذ شهر أوت، بتطبيق مخطط العمل الذي تم إعداده بالتعاون مع مصالح المجلس الشعبي البلدي، ويتضمن حملة تطهير البالوعات وشبكة الصرف الصحي.
هذا، وقد تمّ إحصاء كل النقاط السوداء التي تعودنا على مواجهة مشاكل بها، وعلى سبيل المثال أحياء الجمارك، تازبوجت وأعمريو، بالإضافة إلى وضع نظام مداومة مع الإشارة إلى أن فرق العمل التابعة لذات المصلحة، تبقى مستعدة وحذرة كلما تم إصدار نشرة أحوال جوية خاصة.
وفي نفس السياق، تشهد بلدية بوجليل، التي يقطعها واد الساحل، ممتدا من جنوبها إلى شمالها ويعبر العديد من القرى، على غرار إعرقاب والمركز البلدي وأفتيس، فيضانات تتسبب في أضرارا جسيمة، كاقتلاع أشجار الفواكه واختفاء العديد من القطع الأرضية الزراعية، حيث أن المشكلة تزيد حدّتها إذا ما تعلق الأمر بعديد الأراضي، التي لا تتوفر على قفف تحميها من مياه الفيضانات التي يعرفها الواد سنويا. وقد أعرب مالكو الأراضي المجاورة للواد عن قلقهم وحيرتهم إزاء هذه المشكلة العويصة التي يتعرضون لها باستمرار، وأكدوا عجزهم أمام هذه الظاهرة الطبيعية التي تنجر عنها نتائج كارثية.
 وقد صرّح أحد مالكي الحقول الواقعة بمدخل قرية أفتيس في هذا الصدد، مسلطا بذلك الضوء على حالة الاضطراب والارتباك التي يعيشها كل من أدى سوء حظه إلى ورثه لأراض واقعة على طول واد الساحل قائلا: «بالرغم من كون قلة الأمطار التي عرفناها السنوات الأخيرة أدت إلى جفاف واد الساحل، إلا أننا نخشى قدوم شهر أكتوبر من كل سنة، حيث أنه الشهر الذي تمسه فيه الفيضانات، وأنا أملك قطعة أرض تمتد على طول هذا الواد، وكلما حدثت الفيضانات غمرت المياه والوحل كل شبر منها، بما في ذلك أشجار الزيتون التي تغمرها المياه حتى الجذع، ما يعني أنني لست قادرا على استغلال أرضي بسبب هذا الوضع، وكلما حان وقت جني الزيتون تذرعت إلى الله مترجّيا إياه أن لا تحدث الفيضانات، فأستطيع بذلك جمع المحصول بكل طمأنينة».
هذا ولم يكف السكان المجاورين للواد عن مطالبة السلطات المعنية بالمزيد من المجهودات للتكفل بإنجاز شبكة تصريف خاصة بمياه الساحل، وكذا بناء حواجز ومترسات على ضفافه، حيث أنه بالإضافة إلى فساد أراضيهم بفعل حدة الفيضانات، وطبقات الوحل والطمي التي ترسوا على أراضيهم، هناك مشكلة تمدد
وتزايد مدى اتساع هذه الظاهرة على حساب الأراضي الزراعية.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024